[وكان هذا الشيخ على علمه بالتفسير، آية في قلة المعرفة بقيادة السيارة]
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 08, 10:37 م]ـ
كنا في عام 1400هـ في مخيم دعوي على حدود اليمن ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=3000037)
افتتح هذا المخيم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=1000430)
وذهبت مع مدرسنا في التفسير بكلية أصول الدين إلى أبها ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=3000007)
ولما عدنا راجعين إلى المخيم سلكنا طريق (أبها ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=3000007) - تهامة ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=3000212) ) الجبلي الوعر
وكان أكثره محطماً من أثر السيول الجارفة
وكان هذا الشيخ على علمه بالتفسير، آية في قلة المعرفة بقيادة السيارة، ورفض أن أتولى القيادة
إما إشفاقاً علي أو إشفاقاً على سيارته، وليته مع سوء قيادته يتمهل في سيره، بل ينطلق كأنه في سباق حتى كاد يهوي بنا في مكان سحيق ويربط على سيارته فنسمع لها صرصرة.
والحقيقة أنني عشت تلك الليلة بين الحياة والموت
أودع الدنيا إلى الآخرة ثم أعود حياً، أشد أضراسي ورجلي ويدي ثم أرخي جسمي
أعظه أخاطبه أنصحه، وكأنني أغريه بالسرعة والإقدام
حتى وصلنا وادياً رحباً، والسماء ممطرة، وفاجأنا سيل زاحف، وتساهلنا بأمره
فلما توسطنا الوادي غاصت عجلات سيارتنا، وأخذ الماء يرتفع شيئاً فشيئاً
حتى دخل علينا في السيارة، فنزلنا مهرولين، وتركنا سيارتنا، واجتزنا الوادي بصعوبة
وبقينا في طرف الوادي من وسط الليل إلى الصباح، بلا طعام ولا شراب ولا لحاف، ولا فراش
لأننا كنا ننتظر الموت، فرضينا من الغنيمة بالإياب، ووجدنا وضعنا لا بأس به بالنسبة لما توقعنا من ذهاب الأرواح في هذا السيل العرمرم، وحمدنا الله على السلامة، ولو مع المعاناة وتعب السفر والسهر. وفي الصباح أتى من أنقذنا، وعدنا سالمين.
وتذكرت قصة السفينة الحربية: الأمريكي الذي شارك في الحرب العالمية الثانية وضربت سفينته بصاروخ، فغاصت في بحر اليابان ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=3000252)، وبقي ثلاثة عشر يوماً تحت الماء، معه فحسب ماء بارد وخبز يابس
فلما خرج سالماً سئل: ما هي أكبر تجربة استفدتها؟
فقال: تعلمت في هذه الأيام المخيفة أن من كان معافى وعنده خبز وماء، فقد حاز ملك الدنيا.
وأنا أقول لك: ما هي الدنيا؟
هل هي إلا عافية البدن، وراحة البال، وخبر تأكله، وماء تشربه، وثوب تلبسه، وعلى بقية الدنيا العفاء والسلام.
لماذا لا أستعمل أنا وإياك الحساب في حياتنا، فنسأل أنفسنا: ماذا عندنا؟
وماذا ينقصنا؟
وسوف نجد أن الذي عندنا أكثر من 80 في المائة من وسائل العيش، ونعم الحياة، وأن الذي ينقصنا أقل من 20في المائة من الرغد والسعادة، وغالب الناس مثلي ومثلك، إلا في حالات نادرة تكون البلية أعظم من العطية، لكنني أنا وأنت نبكي على ما ينقصنا، ولا نضحك لما عندنا، ونحزن على ما فاتنا من النعم، ولا نفرح لما وصلنا من الخير، ونأسف لما أصابنا، ولا نشكر على ما يبقى لنا وتوفر لدينا.
الشيخ عائض القرني
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[05 - 08 - 08, 11:07 م]ـ
وهل الدنيا إلا مطية .. !!
إذا كانت الدنيا بحذافيرها لا تسوى عند الله جناح بعوضها .. فماذا سيُقسم لنا من هذا الجناح!!!
جزاك الله خيرا، وبارك فيك ..
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 08, 11:17 م]ـ
((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[06 - 08 - 08, 02:21 ص]ـ
أسلوبه كان جميلاً،،
والمقصود وصل،،
شكرا لك ..
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا، ولامبلغ علمنا، ولاإلى النار مصيرنا ..
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 08 - 08, 02:25 ص]ـ
يسعدني مرورك أخيتي