ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[17 - 08 - 08, 03:39 م]ـ
الحمد لله، في كلامكَ نوع اعترافٍ لمضمون كلامي حول المساجد و صورتها الحقيقية .. على كلٍّ.
و يسرُّني الخبر الَّذي نقلتهُ حول مشاريع بناء المساجد (235 مسجد) و لا شكَّ أنَّ هذه المشاريع جاءت لحاجةٍ ماسَّة، فلو قدَّرنا أنَّ كلَّ مسجِدٍ يسعُ على أقلِّ تقدير 500 مصلي لكان مجموع المصلين في المساجد الجديدة على أقلِّ تقدير 117500 مصلِّي فمع هذا النقص لو لم يكن هذا المشروع لوجب التنبيه عليهِ حالَ وصفنا لفرنسا و الحياة الإسلاميَّة فيها كي نكون واقعيين (!)
ثمَّ، الإنطلاقة التي وصفتها بالمباركة لستُ أرى فيها شيئا جديدًا تدريس العربيَّة و بعض الثقافة الفرنسيَّة كانت من قبل و من طرف السلطات الفرنسيَّة النصرانيَّة و الملحدة و اللائكيَّة على اختلاف مشاربهم النَّتنة، و لكن السؤال لما هذه المبادرة لا شكَّ أنَّ بعض السذَّج يفرحون بمثل هذا و يعدُّونهُ فتحًا بل لعلَّهم يعدُّون السلطات مغفَّلة و الصَّواب أنَّ هذا من مكرهم، و لو درسَ أحدنا مثل هذه التَّصرُّفات لوجد أنَّها جاءت مزامنةً لعودة النَّاس إلى التَّفكيرِ بدينهم و أصولهم و الدَّعوة الإسلاميَّة و التطهير العرقي الإيديولوجي فرأت فرنسا بأنَّ القطار سيفوتها و هو بأيدي الدُّعاة السَّلفيين الَّذين وصلوا إلى ما لم تحسب له فرنسا أي حساب. فمن هذا المنطلق وجدت فرنسا أن لا حلَّ لمجابهة أمثال هؤلاء إلاَّ بالدِّين نفسِهِ فحملت على عاتقها مشروع " فَرْنَسَةُ الإِسْلاَمِ " و جاء ضمن المشروع حصص التَّعريب (التَّخريب) كي لا يلجأ أبناء المسلمين إلى أصحاب الكواليس المظلمة (المصلَّيات) فيتعلموا منهم الوهابيَّة و الإسلام المتشدِّد!! و كان من ضمن المشروعِ أيضا الإسلام المعتدل الَّذي يتماشى مع ثوابت الجمهوريَّة الفرنسيَّة و هي كفريَّة مائة بالمائة بل لم يكتفي بعض المعتدلين بما قُسم لهم فأرادوا أن يقنعوا السلطات بأن لا فرق بيننا و بينكم بل نحن أجرأُ منكم في معنى الثورة للحقِّ و الإنفتاح للغير فولج باب الردَّةِ من أوسعِ أبوابهِ بل لا يمر معرض من معارض البورجي المنظمَة سنويًّا دون أن يستقدم طارق رمضان و يتقيَّأ على تلكَ الجموعِ زندقاتهِ و لا معقِّب على مقولاتهِ كيف و هو من أقطاب الدَّعوة الفرنسيَّة بالنِّسبةِ لمعهد العلوم الإنسانيَّة.
والأخ الكريم: طلب النصيحة فقل له نصيحتك واتركه يستفت قلبه
و هل تراني صنعتُ شيئًا أزيد مما صنعتَ أنتَ و الإخوان معنا من إدلاءٍ بآراءٍ، بعضُنا دعَّمَ أقوالهُ أكثرَ من البعضِ، أرجو أن يتَّسعَ صدرُكَ لآراءٍ لم تعتد سماعها، لكَ شرعٌ حنيفٌ اعرضها عليه فما قبل فاقبل و ما ردَّ فردّ و اللهُ المسدِّد لا ربَّ سواهُ.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[18 - 08 - 08, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم إستفت قلبك وقم بالإستخارة وأطلب من الله أن ييسر لك ما فيه الخير لدينك ودنياك
الأخ الزواوي والله أعرف أناسا إلتزموا بتعاليم الدين هنا في فرنسا وحالهم في بلداننا كان العكس وأعرف من أفتتن، و فرنسا أصبحت بلدا فيه أبناء الجيل الثاني والتالث بل والرابع وهم جيل لا يمكنهم العيش في بلدان أبائهم الأصلية
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 09:52 م]ـ
لا أقول أخي الحبيب أبا وئام أنَّني أعلم منكَ بأحوال فرنسا و لا أجرؤ على قولها لأحدٍ هنا و لكن أقول ما أدخَلتُ زوجي و أبنائي معي إلى الجزائر إلاَّ بالتأشيرات ثمَّ تيسَّرت الأمور و لله الحمد.
ثمَّ يرحمكَ الله ... لو تمعَّنتَ معي في ظاهرة إستقامة المسلمين في بلاد الغرب لوجدتَ من بين الأسباب الحنين إلى بلاد الإسلام و الشوق لتعاليم الدَّين الَّتي تربوا عليها بل و النُّفور لما وجدوه من الإنحلال في بلاد الكفر فهذه منقبة للبلاد العربيَّة و مثلبةٌ لبلاد الكفر عامَّة.
بل ما لنا نذهبٌ بعيدًا هاهي السُّلطات الكفريَّة في البلاد الغربيَّة تلمز من لا يقبل بالإنصهار في قالب ثقافتهم و تعاليمهم و عاداتهم و مفاهيمهم تلمزهم بأنَّهم لا يقبلون بالإندماج في المجتمع ( l'insertion-l'intégration...) .
ثمَّ يرحمكَ اللهُ كم تعرف في بلاد الغرب من مسلم استقام و رجع إلى الدِّين أظنُّكَ تقول ليس عددُهُم بالقليل ...
ثمَّ سل نفسكَ نفسَ السؤال عن استقامة الشَّباب في البلاد العربيَّة أترى القسمةَ عادلة!
و معَ الفرق العدديّ الشاسع بين الصُّورتين أقول بأنَّ الأمر نسبيّ و الفضل و الحمد للهِ على الحالين!
ثمَّ عدمُ إمكان الجيل المتحدَّث عنه العيش في البلاد العربيَّة، عدمُ الإمكان هذا غيرُ متصوَّر بل هو وهميٌّ لا معنى له! كيف و يعيش بين ظهرانينا النصارى بالأمس السَّلفيُّون أهلُ الحديثِ اليوم و هذا بالجزائر و المغرب و الإمارات و مصر و لا أتحدَّثُ عما لا أعرف و لا عمن لا أعرف.
¥