حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ ** سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا< o:p>
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ ** وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا< o:p>
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانيةً ** قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا< o:p>
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما ** كُنْتُمْ لأروَاحِنَ ا إلاّ رَياحينَ ا< o:p>
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ ** أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا! < o:p>
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً ** مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا< o:p>
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به ** مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا< o:p>
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا ** إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟ < o:p>
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا ** مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا< o:p>
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَةً ** مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا< o:p>
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ ** مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا< o:p>
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ ** مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا< o:p>
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّةً، ** تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا< o:p>
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، ** بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا< o:p>
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، ** زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا) < o:p>
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، ** وَفي المَوَدّةِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟ < o:p>
يا رَوْضَةً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا ** وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا< o:p>
ويَا حياةً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، ** مُنىً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا< o:p>
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، ** في وَشْيِ نُعْمَى، سحَبنا ذَيلَه حينَا< o:p>
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَةً؛ ** وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا< o:p>
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَةٍ، ** فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا< o:p>
يا جنّةَ الخلدِ أُبدِنْنا، بسدرَتِها ** والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا< o:p>
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، ** وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا< o:p>
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ ** في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا< o:p>
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، ** حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا< o:p>
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ ** عنهُ النُّهَى، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا< o:p>
إنّا قرَأنا الأسَى، يوْمَ النّوى، سُورَاً ** مَكتوبَةً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا< o:p>
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ ** شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا< o:p>
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ ** سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا< o:p>
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، ** لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا< o:p>
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَةً، ** فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا< o:p>
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا ** سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا< o:p>
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً، ** فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا< o:p>
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا ** وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا< o:p>
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، ** بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا< o:p>
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَةً، ** فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا< o:p>
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ ** بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا< o:p>
¥