تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[داعية معروفة تلفظ أنفاسها وهي ساجدة على جبل الصفا فجر الخميس الماضي!]

ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من أين أبدؤها وكيف أصوغها ............ وبأي شعر يستقيم لساني

لقد خلق الله الخلق واصطفى منهم رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا كالمصاحف تمشي على الأرض وكالمواعظ الصامتة .... إذا رآهم المؤمن اقترب من ربه وحاسب نفسه وزكى قلبه .. في حياتهم كانوا غيثا هنيئا مريئا حيثما هلَّ نفع وبعد مماتهم أورد ربيع هوامعهم وأزهر فكان لكل وارد جَنَّة ولكل سامع جُنَّة

وكانت في حياتك لي عظات ........... فأنت اليوم أوعظ منك حيا

ومن تلك النماذج الداعية الكريمة والصالحة المستقيمة – أحسبها والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا - أم وليد الناجم التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الخميس الماضي ولقد كانت حياتها وقصة مماتها دفتر دروس وكراسة عبر فهل من مدكر .. ولوجود صلة قرابة بيننا كنت بمواقفها أدرى ولتحري خبرها أحرى .. خذوها فكأنما أحكي لكم عن امرأة من الرعيل الأول!

أولا .. مواقف من حياتها:

* في آخر مرة وضعت مولودها خالد ذي التسع سنوات وقد كانت الولادة عملية قيصرية تعبت فيها كثيرا فلما وضعت بسلام جاءها الفاضل أبو وليد زوجها وقال لها: حمدا لله على سلامتك .. اطلبي يا أم وليد فلكِ عليَّ ألا أرفض لك أي طلب؟؟

استطراد: لو كان غيرها لربما طلبت جوالا جديدا أو طقم مجوهرات فاخر – لكن همها يختلف ومناها أسمى من ذلك بكثير ..

قالت له سأطلب طلبا هل تعاهدني على إجابته أجاب أن نعم قال أطلب منك أن تعفي لحيتك لتكون موافقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومنذ ذلك اليوم واللحية تزين وجه زوجها الكريم .. فما أزكاه من طلب!

* عُرفت أم وليد بالتفاني في الدعوة إلى الله تعالى فلا تكاد تحضر مناسبة أو اجتماعا أو زواجا إلا وتطلب من الحاضرات أن تتحدث لهن لدقائق فينساب حديثها المؤمن مذكرا الحاضرات بعظمة الله وحاثا على مراقبته .. فضلا عن إلقائها المحاضرات الدورية في المصليات النسائية ودور التحفيظ القرآنية .. ولقد كان لها درس أسبوعي ثابت في عصر كل جمعة في منزلها يجتمع فيه نساء حيها حتى يكتظ المنزل بالحاضرات وهي لا تفتأ تُذَكِّر بالله وتنصح من حاد عن طريقه .. جاد الله عليها بالمغفرة.

* ولها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدم سابقة يشهد لها بذلك كل من عرفها .. وما أجمل الأمر والنهي إذا غلفا بأسلوب رقيق وتعطرا بعبق الابتسامة .. وتلك سجيتها فإذا رأت فتاة مقصرة في لباسها لم تسلم عليها بطريقة ملفتة ثم تقول لها بابتسامة يا حبيبتي سأسلم عليك إذا عاهدتني بلباس ساتر فيتفرقا وقد رسم الموقف أثرا بالغا في نفس الفتاة.

* جاء إمام المسجد المجاور لبيتهم معزيا أبا وليد وقال ستفتقد حلقات المسجد داعما رئيسا لم يتأخر عن دعم الحلقات .. وسيفتقد أطفال الحي تلك الساعات والجوائز التي تقدم للمحافظ على الصلاة منهم .. والتي كانت أم وليد تقدمها ... يقوله الإمام وهو يظن أن زوجها وأبناءها على علم بذلك فيفاجأ بأنهم يسمعون الخبر لأول مرة فقد أخفته عن أقرب الناس لها إخلاصا لربها وكأنما تمثلت قول الزبير بن العوام رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " والطريف في الأمر أن أحد أبنائها ربما فاز بأحد تلك الساعات لمحافظته على الصلاة فيأتي مبشرا أمه فتستبشر وتدعو للإمام بكل خير لنشاطاته .. فما أجمل الإخلاص وما أبهى مقامه.

* في الأشهر الأخيرة قبل وفاتها جمعت مبالغ طائلة وقالت لذويها وزعوها على الفقراء والمساكين وجمعت مبالغ أخرى وحددتها لحفر الآبار لسقيا المسلمين ولقد كانت تسعى جاهدة في دعم المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم التي تشح مواردها .. وفي مرة قالت للحاضرات في أحد المناسبات أننا نبني مسجدا فمن يعين على إكماله .. فسبحان من جعل لها في كل مجال خير سهم وفي كل أرض معروف رسم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير