ـ[احمد السعد]ــــــــ[16 - 06 - 09, 03:11 م]ـ
احزنتني قصصك اخي الطيماوي
وخاصه قصة الذي يكلم المسجد
اذا كان عندك المزيد اخي الكريم فاْتحفنا به
ـ[الطيماوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:43 م]ـ
في 17 رمضان الماضي 1428هـ / 2007م خرجت أنا وصديقي وسواقه أخذنا زكاة ماله وذهبنا إلى خط الساحل للقرى الفقيرة نوزع زكاة ماله كنا ثلاثة أشخاص في السيارة كانت الأموال موزعه في ظروف كل ظرف فيه 5000 ريال وكنا نوزع الظروف على المنازل حسب عدد أفراد المنزل طبعا كانت الأولوية للأيتام والأرامل والضعفاء البعض كان يجيهم ظرفين والبعض 5 ظروف وكان بيني وبين صديقي اختلاف في كيفيه توزيع المبلغ.
أنا قلت نوزع على كل منزل ظرفين لأجل نستطيع إننا نوزع على اكبر عدد ممكن من المنازل لكن صديقي صاحب الشأن كان له رأى أخر
قال أنا ماابغى أعطيه ظرفين يشترى فيها ملابس وتنتهي أنا ابغي أعطيه 5 ظروف 10 ظروف تقضى له شغل يعنى إذا عليه ديون يسدد ديونه وإذا كان يستطيع يشترى حلال ((غنم)) ويتاجر فيها يعنى أبغاه يستفيد من المبلغ.
أنا ما اقتنعت بهذه الفكرة حتى قابلنا امرأة عجوز يوم شافتنا وهى ترحب وتهلل قالت: الفلوس إلى عطيتونى قبل 3 سنوات سويت لي فيها مطبخ واشتريت ثلاجة وغسالة ودولاب وجلست تدعى عندها ابتسم صديقي وهو يناظر لي.
الموقف
خرجنا من إحدى القرى وكانت الساعة 3 الظهر وكنا صايمين ((لا صح ماكنا صائمين بل كنا فاطرين)) ويوم خرجنا على الخط الرئيسي خط جده جيزان تقريبا بعد الليث وإذا برجل عجوز لكن شديد وصحته قوية وملتزم عمره 70 سنه أو أكثر يمشى على الخط العام فسال صديقي قال هذا واش يسوى في هذا الخط في هذا الوقت في الصحراء.
قال السواق: أكيد يماني داخل تهريب
وقفنا عند الرجال وسلمنا عليه من وين الأخ: قال من اليمن وين رايح قال: مشتاق إلى بيت الله قلنا له داخل نظامي قال: لا والله تهريب قلنا له ليه ما دخلت نظامي: قال لازم ادفع 2000 ريال تأمين وأنا ماعندى إلا 200 ريال ركبت ب 100 ريال وبا قى 100 ريال
لهيب: طيب ياعم كم لك وأنت تمشى قال: 6 أيام
لهيب: فاطر
قال: لاصائم
لهيب: طيب أنت ألان انتصفت المسافة وتجاوزت على أكثر من 5 نقاط تفتيش أمنية كيف تجاوزتها
قال: والله الذي لا اله إلا هو أنى أمر من عندهم ومافي احد كلمني الظاهر مايشوفونى
لهيب: أنت جاى تشتغل
قال: لا والله أنا جاي مشتاق إلى بيت الله أبغى أسوى عمرة رايح مكة
لهيب: الدوريات ماقبضوا عليك وأنت ماشى في الخط
قال: قبل نصف ساعة مسكتني دوريه قبل مسافة 50 كلم وجابتنى عند القسم على بعد 1 كلم من هنا لكن سألوني وين رايح وحلفت لهم بالله أنى ابغي بيت الله وأطلقوا سراحي.
قلت في نفسي سبحان الله ربى جهز لك رجال الأمن ينقلونك بسرعة إلى هذا المكان حتى ييسر الله لك هذا المحسن
قام صديقي وأعطاه ظرفين قال خذ هذه زكاة المال أخذها الرجال وقال جزاكم الله خير طبعا هو ما يدرى كم المبلغ إلى في الظرف لكن السواق قال هذا لازم يدرى ويش معاه فلوس حتى ينتبه لنفسه لايسروقونها منه
فسأله السواق: أنت تعرف العملة السعودية قال نعم قال طيب افتح الظرف وخبي الفلوس في حزامك لاتضيع
اليماني فك الظرفين يوم شاف الفلوس 10000 ريال طالع فينا
وقال: هذى كلها لي
قلنا نعم لك – الرجال سقط على الأرض في حاله إغماء نزلنا من السيارة وجلسنا نرشه بالمويه
وهو يصيح برأسه كله ((هذه الفلوس كلها لي .... هذه الفلوس كلها لي وجلس يبكى بكاء يبكى الحجر))
المهم صديقي صاحب الشان قال خلونا نوصله معنا قدام شوي
وطلع معانا في السيارة وبعد مااستراح الرجال شوي
سألته ياعم قبل لا نتقابل معاك وأنت ماشى في الخط واش كنت جالست تفكر فيه بصراحة؟؟؟
إسمعوا ويش قال:
قال أنا عندي بيت في اليمن وعندي قطعة أرض جنب البيت وهبتها لله وبنيت عليها مسجد أنا وعيالي من الحجر والطين والمسجد خلص انتهى من البناء لكن كان باقي الفرش وأشياء بسيطة وكنت جالس أفكر كيف افرش هذا المسجد
صراحة كلنا بكينا بكاء عجيب
وتذكرت
قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من كان همه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها))
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"
عندها أشرت لصديقي أن يعطيه زيادة فأعطاه ظرفين زيادة ليصبح المبلغ 20000 ريال وقبل أن ينزل الرجل من السيارة كان يتمتم ويدعوا وهو يبكي
قلت له: ماذا تدعى؟؟
قال: ادعى أن يربط الله على قلبي فالموضوع خطير لا يحتمله عقلي ولا قلبي أخاف يجينى جلطة
تركنا الرجل في الصحراء وتذكرت
((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً))