تجاه الأقصى من قبل هؤلاء الحاخامات ومناصريهم.
على الصعيد السياسي، لفت التقرير إلى أن الاعتداء على المسجد الأقصى بات النقطة الجامعة بين مختلف الأطراف والأطياف السياسية في دولة الاحتلال، وعمليًّا فإن السلطة السياسية شكلت غطاء طوال العامين الماضيين لسلطة الآثار ومختلف الجمعيات الاستيطانية التي تعبث في المسجد الأقصى. ولكن التطور الأبرز على هذا الصعيد هو تبني السلطة الرسمية في دولة الاحتلال لبعض الأعمال العدائية تجاه الأقصى والإعلان عنها، ولا سيما الحفريات التي بدأت بها لهدم طريق باب المغاربة في 2007/ 2/6.
على الصعيد القانوني، يتحدث التقرير عن الغطاء الذي أمنته المحكمة العليا الإسرائيلية للمتطرفين اليهود لاقتحام المسجد لأقصى وأداء الطقوس اليهودية فيه بعدما كسرت القيد المفروض عليهم منذ عام 1967.
ويربط التقرير بين المواقف السياسية والدينية والقانونية ليستلخص بعد ذلك أن المسألة لا تعدو كونها توزيع أدوار بين الأطراف المختلفة في الاحتلال للوصول إلى هدف مشترك وهو خلق "أورشليم المقدّسة" وفي القلب منها تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود في أقرب وقت ممكن.
الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه
بالانتقال إلى التطبيق العملي لتطوّر فكرة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى ومحيطه وصولاً إلى "أورشليم المقدسة"، يرصد التقرير التسارع المحموم لعمليات الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه، حيث كان عمل فرق الحفريّات التابعة لدولة الاحتلال والجمعيّات المتطرّفة نشطًا في 7 مواقع من أصل 18 موقع حفريّاتٍ، وقد توزّعت هذه الحفريّات الهادفة لإنشاء مدينةٍ يهوديّة يزعم أنها "مدينة داوود" تحت الأرض على مختلف جهات المسجد الأقصى. في الجهة الجنوبيّة للمسجد كان أخطرالحفريات هو "الطريق الهيروديانيّ" الذي يمتدّ لمسافةٍ تزيد على 600 متر ويربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبيّ "لمدينة داوود" كما يقول التقرير.
أمّا الجهة الغربيّة للمسجد، فيرصد التقرير10 مواقع للحفريّات أكثرها نشاطًا شبكة أنفاق الحائط الغربي.
وفي الجهة الشماليّة تركز نشاط الحفريات في منطقة المدرسة العمريّة الملاصقة لدرب الآلام، حيث موقع "بركة القبّرة" والتي يدّعي الاحتلال أنّها كانت بركةٌ عامّةً، ويستنتج التقرير أن من أهداف الحفريات في هذه المنطقة ربط التاريخ اليهوديّ للمدينة بتاريخها المسيحيّ، وتوحيد الجولات السياحيّة بين المزارات المسيحيّة والمدينة اليهوديّة لتظهر كجزءٍ لا يتجزّأ من مدينة القدس.
الوجود اليهودي في ساحات الأقصى ومحيطه
إضافةً إلى رصده للحفريّات فإنّ التقرير يرصد محاولة الاحتلال توسيع وجوده في ساحات ومحيط المسجد الأقصى بشكلٍ كبير خلال المدة التي يُغطّيها التقرير، ويبرز في هذا الإطار بدء الاحتلال في شهر شباط/فبراير 2007 بهدم طريق باب المغاربة لتوسيع مكان صلاة النساء اليهوديات أمام حائط البراق ليصل إلى أقصى الطرف الجنوبيّ للمسجد الأقصى، وإقرار خطّة لبناء جسرٍ حديديّ مكانه بمسارٍ يصل مدخل ساحة البراق بباب المغاربة. كما يلفت التقرير إلى خطورة مخطط الاحتلال بناء كنيس في حارة باب الواد غرب سوق القطّانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، ويَذكر أنه من المفترض أن يتحول هذا الكنيس إلى معهدٍ دينيّ يهودي من 4 طبقات وستعلوه قبّةٌ ضخمة، وبالتالي سيكون هذا البناء أعلى بكثير من كلّ المباني المحيطة، وسيُغطّي قبّة الصخرة بالكامل للناظر من جهة حارة الشرف "الحيّ اليهوديّ"، ومن الجهة الجنوبيّة الغربيّة للحيّ الإسلامي في البلدة القديمة.
الجهة الشرقيّة للمسجد الأقصى لم تسلم هي الأخرى من اعتداءات الاحتلال فقد صادرت سلطات الاحتلال في منتصف عام 2008 أكثر من 800 متر مربّع من أراضي مقبرة باب الرحمة المُلاصقة للسور الشرقي كما يذكر التقرير.
التدخّل المباشر في المسجد الأقصى
¥