[يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا]
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[18 - 08 - 08, 07:52 م]ـ
أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا , من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) (1)
[يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا]
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر , وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل , ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا , بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت , وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى , وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى (2)
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر , كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت , اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة , وأزعج للجد أعضاءك المستريحة , تالله لئن لم تقبل هذه النصيبحة لتندمن غدا
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
كتاب التبصرة لابن الجوزي (ص 248 - 249)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 08 - 08, 08:06 م]ـ
لا إله إلا الله
جزاكم الله خيرا
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[07 - 03 - 10, 02:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا