تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن كلمة خلوصاً وخلاصاًَ تعني صفا وزال عنه شوبه، وخلصت إلى الشيء أي وصلت إليه، وخلاصة السمن ما خلص منه، وكلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء والتنزه من الأخلاط والأوثان، قال تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ}، وأخلص الدين لله قصد وجهه وترك الرياء.

والمخلَص - بفتح اللام - أرفع درجة، ولذلك قالوا لا يكون الإنسان مخلَصا حتى يكون مخلِصاً، والمخلصون هم المختارون، وقد وصف الله نبيه يوسف عليه الصلاة والسلام فقال: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين}.

ولا قبول للعمل إلا إذا توفر فيه شرطا الإخلاص والمتابعة، والإخلاص أن يكون العمل لله، والمتابعة أن يكون على هدي وخطى رسول الله، والمخلص هو الذي يستوي عنده مدح الناس وذمهم، والإخلاص أن يقصد الإنسان بعمله وجه الله، وقيل في معنى الإخلاص هو: تصفية العمل عن رؤية المخلوقين وعن مشاهدة النفس.

والمخلص ينال الأجر مرتين، وإذا استمر الإنسان على الإخلاص أصبح مخلصاً لله، وفي سبيل الإخلاص اجتهد سلف الأمة الأبرار حتى نالوه فوجدوا الحلاوة ولذة العبادة، والمخلص في عمله ينال الأجر مرتين، ولذلك قالوا (المخلص في عمله كأم موسى كانت ترضع ولدها وتأخذ أجرها).

ومما يعين على تحقيق الإخلاص ما يلي:

1 - اللجوء إلى مصرف القلوب.

2 - الإكثار من الصيام والقيام وصدقة السر.

3 - مجاهدة النفس.

4 - مراقبة الله.

5 - تحقيق التوحيد.

6 - إدراك قبح الرياء وأثره وأضراره في الدنيا والآخرة.

7 - اتخاذ خبيئة من الأعمال بينك وبين الله.

8 - الزهد في مدح الناس وقطع الطمع عما في أيديهم.

9 - قراءة سيرة المخلصين المفلحين من سلف الأمة.

10 - محاسبة النفس قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وتلاوة كتابه.

وبالله التوفيق والسداد.

منقول.

http://www.saaid.net/Doat/ameer/14.htm

وسئل الإمام أحمد بن حنبل، متى يرتاح المؤمن؟

قال:

عندما يدخل أول رجل في داخل الجنة، أو كما قال.

واذكر أن اعمارنا أوقات تمر، والسعيد من استثمر هذا العمر.

فلا تضيع ما تجني فعلى نفسك تجني.

وتذكر من عاشوا أعمارهم في خدمة الإسلام والمسلمين

سهروا الليالي، ورحلوا فما استراحوا، حطوا رحالهم في الجنة بإذن الله ولله المنة.

أذكر نفسي وأذكركم، لأعرف قدري، وتعرفوا قدركم.

والله أعلم وأحكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير