[فتوى الدكتور الهنداوي حفظه الله -الأطباق الطائرة والظواهر الغريبة .. حقيقة ام خيال؟]
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[19 - 08 - 08, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد سؤال فضيلتكم ألا يوجد تفسير للإسلام في القرآن أو السنة أو إشارة لما نلحظه من غرائب في هذا الزمن من أطباق طائرة أو الرسوم الهندسية الغريبة
والدقيقة الموجودة في الحقول في بعض الدول أو إنسان النيوتردال، ألا يوجد تفسير أو حتى إشارة لوجود عوالم أخرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذا سؤال حسن تدعو الحاجة إليه، وهو يحتاج إلى مقدمة لطيفة تعينك على أن تكوني صاحبة بصيرة في هذا الدين العظيم الذي منَّ الله تعالى علينا به، وأكرمنا به، ولنقدم لك مقدمتين لطيفتين:
فالمقدمة الأولى: فإن أعظم نعمة منَّ الله تعالى بها على عباده، هو أن هداهم إلى هذه الشريعة الكاملة، وأرسل إلينا هذا النبي الأمين – صلوات الله وسلامه عليه – قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}.
فتمم الله نعمته على عباده بهذه الشريعة الكاملة التي تضبط لهم أمورًا خمسة عليها مدار حياتهم جميعًا فاحفظيها:
فأولها: العقائد.
وثانيها: العبادات كالصلاة والصوم وسائر النسك الذي يتقرب به إلى الله تعالى.
وثالثها: المعاملات التي تشمل تعامل الإنسان مع نفسه ومع غيره من الناس، كالوالدين والزوج والأولاد والجيران، بل تشمل العلاقات السياسية والداخلية، فكل ما يقع بين البشر من معاملات ينضبط تحت هذا الأصل العظيم.
ورابعها: تضبط كذلك العقوبات التي تردع المعتدين الذين يعتدون على حقوق الناس لتحفظ لهم أمنهم وحقوقهم.
وخامسها: تضبط كذلك الآداب التي يتخلق بها المؤمن.
فبهذا ينضبط أمره تحت حكم هذه الشريعة الكاملة، وتكون حياته كلها ومماته لله رب العالمين، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. فهذه هي المقدمة الأولى.
والمقدمة الثانية: أن أصول الهدى في كتاب الله عز وجل يجمع الأدلة النقلية التي جاءت عن الله جل وعلا، وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ويجمع كذلك الأدلة العقلية التي يتوصل بها العقل السليم إلى معرفة الله جل وعلا، والإيمان برسله الكرام – صلوات الله وسلامه عليهم – فهو شامل للدليل العقلي والدليل النقلي، وهذا أمر يحتاج إلى إيضاح لا يحتمل مثل هذا الجواب.
إذا علم هذا فإن ما أشرت إليه من ظواهر قد توجد في هذا الزمن ليس من شرط القرآن الكريم أن يأتي ببيانها والنص عليها، فتعيين الحوادث بعينها ليس هو من شأن القرآن المضطرد، بل تارة يذكرها وتارة قد لا يشير إليها، وكذلك ما نُقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فتارة يبين – صلوات الله وسلامه عليه – ما سيقع في آخر الزمان، كما استفاض بذلك عنه النقل الصحيح الثابت – صلوات الله وسلامه عليه – وكما أخبر به من العلامات الصغرى والكبرى، وتارة قد لا يذكر ذلك – صلوات الله وسلامه عليه – وإن كان قد ذكر لأصحابه الكرام ما هو كائن إلى قيام الساعة، فكان أعلمهم وأحفظهم في هذا، كما جاء بذلك الأثر الثابت.
فإذا عرفت هذا الأصل فليس من شرط أي أمر علمي قد يقع في هذا الزمان أن يكون مشارا إليه في كتاب الله عز وجل أو مشارا إليه في سنة النبي – صلوات الله وسلامه عليه – فإن هذه الأمور تتجدد ولا حصر لها ولا انضباط لها، وغاية الأمر أن الله جل وعلا قد ذكر لعباده المؤمنين ما فيه صلاح دينهم ودنياهم على وجه الكمال والتمام، ثم حثهم بعد ذلك على العطاء والبذل، وعلى أن يكونوا محصلين أسباب سعادتهم في دينهم ودنياهم، كما قال – صلوات الله وسلامه عليه -: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف في كلٍّ خيرٍ احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) أخرجه
¥