[الشيخ ناصر العمر أنني أتمنى أن كثيرا من طلاب العلم يصل إلى مستوى النملة محاضره شيقه]
ـ[عمارالمجوري]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:58 م]ـ
النملة
أ. د.ناصر بن سليمان العمر
أولاً: مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ().
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ().
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) ().
أما بعد:
أيها الإخوة الكرام: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أحمد الله -جل وعلا-، وأشكره، وأثني عليه الخير كله، وأسأله أن يوفق لهذا اللقاء، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ثم أشكر الإخوة القائمين على هذا المسجد، وأخص منهم أخي الشيخ عادل الكلباني الذي كان له الفضل بعد الله -جل وعلا- لتهيئة هذا اللقاء وترتيبه فجزاه الله عني وعنكم وعن الإسلام خير الجزاء، ثم أشكركم -أيها الإخوة- لحضوركم رجاء العلم والفائدة، وأسأل الله -جل وعلا- أن يوفقني لتقديم ما تصبون إليه، وما جئتم إليه تسعون، وترجون.
الموضوع -يا أحبتي الكرام- عن النملة، ولقد عجبت من عجب كثير منكم، لقد عجبت عندما كثرت الاتصالات، والاستفهامات، والاستفسارات عن هذا الموضوع، وكان أغلبها ينصب على قضية واحدة، كيف يمكن أن تلقى محاضرة عن النملة؟، بل كيف ولماذا تسمى وتضع عنوان لمحاضرة بعنوان النملة؟
قلت: إنني أعجب من عجبكم، ألستم تقرءون كتاب الله -جل وعلا- أليس فيه سورة من سور القرآن بعنوان سورة النمل؟ فما الفرق بين النمل والنملة؟ هذه مفردة، وهذا جمع، بل إن الذي جاء في القرآن جاء بلفظ الإفراد (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) () فهي نملة، ولذلك فأقول: إن تسمية سورة من سور القرآن، بل إنها من السور الطويلة -كما تعلمون- بعنوان النمل له دلالته، ولكن صدق الله العظيم (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) () (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) ().
إذن -أيها الأحبة- هذا الموضوع أرى أنه من الموضوعات المهمة، ولا أبالغ في ذلك، ولقد لفت نظري ما يتعلق بالنملة منذ فترة ليست بالقصيرة، وبدأت أتأمل أحوال هذا المخلوق الصغير، وأقرأ ما كتب فيه، ورجعت إلى كلام المفسرين حول آية سورة النمل، ورجعت إلى كتب علم الأحياء، فكلما قرأت لا ينقضي عجبي من هذا المخلوق العجيب.
ولذلك فحديثي ليس مقتصرا هذا اليوم عن ما في سورة النمل أو على ما في سورة النمل، بل إنني سأبدأ به حديثي، وإلا فالموضوع طويل وطويل.
وقد تعجبون لو قلت لكم: إنني احترت في الاختصار كيف أتمكن من وقت بين المغرب والعشاء أن أتكلم عن هذا الموضوع، وأن أوفيه حقه؟ لأنني رأيت أن هذا الموضوع قد يحتاج إلى حلقات، وهناك آية أيضا أخرى في القرآن هي عن النمل، ولكنه عن نوع آخر من النمل سأتركه للقسم الأخير من المحاضرة؛ لأنني أتوقع أن فيه مفاجأة لبعضنا، وإن كنا نقرأ القرآن، بل هناك الكثير ممن يحفظ كتاب الله -جل وعلا-.
ثانياً: لماذا الحديث عن النملة
¥