تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا موجود لا يخلو بيت من بيوت النمل، وخاصة في المزارع من نوع من المن تنقلها في الصباح إلى الأشجار، وتأكل ما فيه من سكريات وحلويات ومادة سكرية، وترجعه في المساء، ثم تبدأ في المساء؛ لأن النملة معروفة بحب الحلاء، وهذا ربما أنكم تجربون هذا الأمر، ضع العسل فوق أي مكان، قد تجد الغرفة لا يوجد فيها نمل أبدا، اترك العسل قليلا، فجأة ما تعلم إلا والنمل قد جاء؛ لأنه يحب العسل، والحلوى حبا عجيبا فلذلك فإنه يربي حشرة المن بهذه التربية الدقيقة المنظمة.

أعجب من هذا هناك نوع من النمل يسمى النمل الزارع، يعني باختصار هناك نوع من النمل فلاحات فلاحة، نعم تبذر، وهي تبذر نوع من الفطريات -أيها الأخوة- يسمى أرز النمل، وعش الغراب، ويقول سعد عامر: إن النمل مجتمع نموذجي رائع، منظم تنظيما دقيقا، والعمل بين أفراده مقسم تقسيما عجيبا.

عاشراً: من صفات النمل وحدة الكلمة والموقف

النقطة الثامنة مما توصلت إليه من دراستي لهذا المخلوق العجيب -أيها الإخوة-: وحدة الموقف، وتأملوا معي -أيها الأحباب- وحدة الموقف، ووحدة الكلمة بين مجتمع النمل، وبخاصة أمام الأعداء، وأذكر لكم قصتين -أيها الأخوة-، وقبل أن أذكر القصتين أذكر لكم حالة تألمت لها:

ذهبت إلى دولة عربية دولة صغيرة، نسبة الرافضة فيها 60% نسبة من ينتسبون إلى أهل السنة 40% حتى ممن ينتسب إلى هؤلاء منهم العاصي، ومنهم الفاسق كما في أي مجتمع، نسبة الدعاة من الأربعين بالمائة يا إخوان نسبة والطيبين والدعاة لا يعادلون 10%، وأنا أتكلم بإحصائية، أقول لكم: نسبة الطيبين والدعاة 10%، منتمين لعدة جماعات وجدت من هؤلاء المنتمين الذين ينتمون لمنهج أهل السنة والجماعة أي نقول: إنهم من السلفيين منقسمين إلى سبعة أقسام.

سبعة أقسام لاحظتم كيف النسبة؟ يعني أصلا كم نسبتهم في البلد؟ نسبتهم في البلد لا تصل إلى 1%، ومع ذلك سبعة أقسام كل عشرين، ثلاثين، أربعين، خمسين مجموعة.

سبحان الله! سبحان الله! أهكذا يكون؟

أما النمل فلا، مجتمع متعاون عجيب، في البرازيل تصورا -يا إخوان- إذا دهم خطر تنطلق ثلاثون ألف نملة دفعة واحدة فتهجم على أعدائها، حتى إنها تهجم على بعض الحيوانات الكبيرة فتقضي عليها لماذا قضت عليها؟ وحدة الموقف، ووحدة الكلمة، أما إذا كنا متفرقين

تأبى الغصون إذا اجتمعن تكثرا وإذا افترقن تكسرت آحادا المثل الثاني الذي رأيت صورته: وقعت حية طويلة، عدة أمتار طولها، وقعت في طريق النمل، فأحس النمل بالخطر، فاجتمعت النمل -يا إخوان- ورأيت هذه الصورة -أيها الإخوان-، وصعدت على ظهر الحية وعلى بطنها، ورأيت الحية -يا أحباب-، وقد أخرجت أنيابها، وارتفع رأسها تريد أن تضرب النملة، لكن كيف تضرب النمل؟، والنمل قد بدأ بها من رأسها إلا ذنبها، وما هي إلا لحظات فإذا هذا الثعبان الطويل قد سقط جثة هامدة، ثعبان طوله أكثر من المتر، لكن قامت هذه النمل بوحدة الكلمة، واجتمعت عليه، وقضت عليه.

ورأيت حركته بالصورة على كل حال، وهو يخرج أنيابه لكن كيف يضرب النمل؟ كيف يضرب؟ ماذا يفعل؟ وحدة الكلمة -أيها الأخوان-.

الأمة الإسلامية -الآن- يقال عنها مليار، مليار!! اليهود كم عددهم؟ ثلاثة ملايين أو أربعة ملايين، الأمة العربية الآن عددهم أكثر من مائة مليون في الدول العربية، ولكن لأننا مختلفون، والقلوب متفرقة قبل الأجسام ترون الحالة التي نحن فيها، فما أحوجنا إلى وحدة الكلمة، وإلى اجتماع الكلمة في وقت يراهن أعداؤنا على تفرق كلمتنا، ولذلك المثل البريطاني المعروف المثل الإنجليزي المعروف يقول: (فرق تسد)، هل تريد أن تبقى سيدا؟ نعم فرق، وهذا مثل صحيح (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) () (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ().

نعم فمجتمع النمل ما فيه مجال للافتراق، ذكر أحد علماء الأحياء قصة يقول: أحيانا يحدث بين النمل بعضها ترى الانتقال من البيت، وبعضها لا ترى الانتقال، ماذا يحدث؟ هل يذهب بعضها، وينتقل ويبقى البعض الآخر؟ لا، يقول: تتفق على قضية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير