تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تشابه النمل الأبيض مع المنافقين والعلمانيين

أيها الأحبة: بعد ذلك بقيت نقطة، وهي القسم الأخير في هذه المحاضرة في موضوع النمل، النوع الثاني من النمل؛ كما أن البشر أنواع فالنمل أنواع:

النوع الثاني من النمل هو ما يسمى بالنمل الأبيض، وهو ليس بأبيض، نعم لونه أبيض، هذه النملة يا إخوان هي التي تسمى الأرضة؛ الصفات التي ذكرت لكم سابقا عشر صفات هي في النمل الذي يسمى النمل الأحمر أو الأسود، لكنه هو النمل أفضل أنواع النمل، هو النمل الصادق، النمل المتعاون، النمل المسبح، النمل الصابر، النمل المجاهد، النمل الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر في بني قومه.

لكن فيه نوع آخر هو النمل الأبيض أو (الأرضة) تطلق في مجتمعنا الأرضة، هذه وردت في القرآن الكريم.

العجيب في هذه النملة -يا إخوان - أنها لها صنف عجيب جدا في مجتمعنا، وهم صنف ونوع المنافقين والعلمانيين، ووجدت أنها تشترك، وأن العلمانيين والمنافقين يشتركون مع النمل الأبيض في صفات كثيرة:

أولا: النمل اسمه النمل الأبيض ظاهره الصلاح، والمنافقون يظهرون الإيمان (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) () فشكلها بيضاء، لكن ما هي حقيقتها؟ النمل الأبيض -يا إخوان- لا يعمل إلا في السر، والعلمانيون يعملون في السر، النمل الأبيض من حرصه على السرية يغيص في الأرض إلى 45 مترا، حتى يبني بيوته، بينما النمل الأسود لا يغيص إلا سنتيات لا تتعدى 50 سم، انظروا الفرق؛ لأن المجتمع المسلم والمجتمع الطيب يعمل في الوضوح، أما مجتمع النمل الأبيض الأرضة فإنه يغيص في الأرض إلى 45 مترا أشد سرية وغموضا ليكون في منأى في خططه وأساليبه، وهكذا يفعل العلمانيون، ويفعل المنافقون.

المجتمع -أيها الإخوة- مجتمع النمل -الأرضة- مجتمع مفسد، وأقرأ عليكم بعض أوجه إفساده من أحد كتب علم الإحياء يقول -وآمل أن تتأملوا معي هذه الأمثلة بدقة-: "ولقد تنبهت كثير من الدول في السنوات الأخيرة إلى خطورة هذه الآفة، وأقيمت مراكز متخصصة في كثير منها في فرنسا، وألمانيا الغربية، والولايات المتحدة وأستراليا وغيرها من الدول من أجل القضاء على هذه النملة"، إلى أن قال: "ولقد فطن المجتمعون في ندوة من الندوات التي نظمتها هيئة الحصر الحيواني في الهند بالتعاون مع هيئة اليونيسكو الدولية، والتي عقدت بمدينة نيودلهي عام 1960 إلى هذه الصعوبات، وكان من بين قراراتها: دعوة هيئة اليونيسكو إلى تبني فكرة إقامة وكالة دولية لمحاربة النمل الأبيض".

ويقول: "ولقد دمرت هذه الآفة وهى الأرضة قرية (باحة المحارث) في منطقة (أبها) عن آخرها، فهجرها سكانها بسبب إصابتها بالنمل الأبيض، وأخفقت منظمة الأغذية والزراعة في إقامة مشروع لزراعة القطن، وتوطين البدو في منطقة حاكمة بسبب شدة إصابة المحصول بهذه الآفة، ولقد تعددت شكاوى المواطنين من مهاجمة النمل الأبيض لمساكنهم، وإتلافها لممتلكاتهم"، ومجتمع العلمانيين، مجتمع المنافقين مجتمع فساد، وتخريب، وأصدق مثال على ذلك الذي قلت لكم: إنه كتاب الله يقول الله -جل وعلا- في سورة سبأ (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) ().

سليمان قضى الله عليه الموت فبقى على عصاه -انتبهوا لهذا المثل- الشياطين والجن ما علموا بموت سليمان فبقيت أمور المملكة سنة كاملة، وهي على أشدها، وعلى قوتها، الأرضة جاءت إلى عصا سليمان -عليه السلام-، وبدأت فيه مع الوسط، مظهر العصا ما فيه شيء سليمان واقف -عليه السلام-، والمملكة قائمة، وعلى أشدها، والأرضة تأكل، وتجوف هذا العصا، ولا تمس قشره حتى لا ترى، لأني قلت لكم: إنها لا تعمل إلا في الظلام في خططها، ووسائلها، وبعد سنة والشياطين والجن يتصورون أن الأمر قائم على أشده، وأن أمور المملكة قائمة ففجأة يسقط سليمان -عليه السلام-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير