[هل توجد هده المحاضرة مفرغة للشيخ علي القرني]
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[22 - 08 - 08, 03:13 ص]ـ
بادر قبل أن تُبادر
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[22 - 08 - 08, 03:44 ص]ـ
اختيار في وقته جزاك الله خيراً على هذه الماده الرائعه ...
وجدت تفريغ لها في إحدى المدونات .. وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات الجميع
.......................
(((بادر قبل أن تبادر)))
الحمد لله قضى ألا تعبدوا إلا إياه، لامانع لما أعطاه، ولاراد لما قضاه،ولامظهر لما أخفاه، ولاساتر لما أبداه، ولامضل لمن هداه، ولاهادي لمن أعماه، والصلاة والسلام على من أرسله الله واصظفاه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
عباد الله ..
إن الناظر بعين البصر والبصيرة إلى الخلق يجد عجباً، يجدهم غادين جادين .. جادين في بيع أنفسهم، ففائز رابح ومغبون خاسر، رابح دان نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت فنجى،،خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،، أعتق نفسه وزكاها وقد أفلح من زكاها، وخاسر نسي مصيره، فانغمس في المحرمات على غير بصيرة، باع دينه بعرض من الدنيا، أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني حتى داهمته المنية، دساها وقد من خاب دساها (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت:46).
لانعجب من خطأه واتباعه هواه معشر المسلمين، إذ لاعجب ولاغرابة أن يخطئ الإنسان ويصدر منه السفه والجهالة والظلم فكل بني آدم خطاء والمعصوم من عصمه الله، لكن العجب منه يوم يدرك خطأه وإسآته وجهله وظلمه ثم يظل متلبساً بذلك، مصر عليه، أمناً مكر الله عليه، ووعيده له (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99).
يامن بدرت منه الخطيئة وكلنا ذاك .. عودة .. عودة إلى أفياء الطاعة، الباب مفتوح، (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) (النساء:27) بادر قبل أن تبادر، بادر بالاقلاع عن الذنب بشعور بالألم، ألم المعصية، مع عزم أكيد على استئناف حياة صالحة، طيبة نقية طاهرة، بادر .. فإن تأخير التوبة من الذنب ذنب يحتاج إلى التوبة (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) (النساء: من الآية18)
بادر فإن الذنب يجر إلى الذنب فكم من ذنب صغير كانت النهاية معه بالتسويف أن يحال بين إيمانه وقلبه وقد يسلب إيمانه فبادر، أرأيت لو أن رجلاً أمر باقتلاع شجرة باسقة كبيرة غصونها وهو شاب فرآها كبيرة فهابها وقال: فلندعها إلى الغد، فلما جاء الغد، قال فلندعها للأسبوع القادم .. إلى الذي يليه ... إلى الذي يليه .. فإنه مع مرور الوقت تضعف قوته ... ويخور ثم بعد ذلك لايستطيع قلعها، فما عجزت عنه قد تكون غداً أشد عجزاً فبادر.
يُفعل الذنب فيخلق الإيمان في القلب كما يخلق الثوب، ثم يغلف بالران فيذبل ثم يقسوا (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) (الزمر: من الآية22) ثم يموت وعندها يحرم الانسان لذة مناجاة الله، فعبادته بعد ذلك آلية لاروح فيها، لاتُزكي نفساً ولاتُطهر رجساً، تلك عقوبة وبلية أي بلية، ثم ينس القرآن إن كان معه شيء من القرآن، ثم يُهمل الاستغفار، ثم يحرص على الذنب مع عدم التلذذ به، كلما حاول أن يعود أُركس في ذنبه مع هم وغم وحزن وخوف وذل لايفارقه، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
¥