وإذا سألت أحدهم اليوم عن هوايته، قال دون خجل أو ندم: جمع الطّوابع، والغناء وكرة القدم!!
ومن أجمل ما قيل في قول الله تعالى في حقّ نبيّ الله يحيى عليه السلام: «وَآتينَاهُ الحكْمَ صَبِياً» [مريم:12]: قال جمهور المفسّرين: أي آتاه الله الحكمة وهو طفل صغير، فذهب إليه يوماً بعض أترابه من زملائه قبل أن يُوحَى إليه بالنبوّة فقالوا: يا يحيى! هيّا بنا لنلعب! فقال يحيى عليه السلام: والله ما للّعب خلقنا .. والله ما للّهو والعبث خلقنا.
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ)).
2 - احذر التّسويف:
فقد جاء عن أبي الجوزاء رحمه الله قال في قوله تعالى: «وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً»: قال:" تسويفا ".
وعن أبي إسحاق قال: " قيل لرجل من عبد القيس: أوصِ، قال: احذروا سوف ".
وعن قتادة عن أبي الجلد قال: " قرأت في بعض الكتب: إنّ (سَوْفَ) جندٌ من جندِ إبليس ".
يوسف بن أسباط قال: " كتب إليّ محمّد بن سمرة السّائح بهذه الرسالة: " أي أخي، إيّاك وتأميرَ التّسويف على نفسك، وإمكانه من قلبك؛ فإنّه محلّ الكَلل، وموئل التّلف، بادر يا أخي فإنّك مبادر بك، وأسرع فإنّك مسروع بك، وجِدَّ فإنّ الأمر جِدّ، وتيقّظ من رقدتك، وانتبه من غفلتك ".
وقال محمّد بن حفص القرشي عن أبيه قال: كتب رجل من الحكماء إلى أخ له شابّ: أمّا بعد، فإنّي رأيت أكثر من يموت الشّباب، وآية ذلك أنّ الشّيوخ قليل ".
وقال الضحّاك بن مزاحم: " اعمل قبل ألاّ تسطيع أن تعمل، فأنا أبغي أن أعمل اليوم فلا أستطيع".
ورحم الله حفصة بنت سيرين قالت: " يًا مًعْشَرَ الشَّبَابِ اعْمَلُوا فَإِنِّي رَأَيْتُ العَمَلَ فِي الشَّبَابِ ".
3 - عليك بدراسة سير الصّالحين ..
فمن وسائل الثّبات قراءة أخبار السّابقين، قال تعالى: «وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ»، ولقد ضرب شباب الصّحابة رضي الله عنهم ومن بعدَهم أروعَ المُثُل في البطولة والفداء، ونشر الدّين والذود عن حياضه، وكان جلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشّباب، من أمثال عليّ بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، ومصعب بن عمير، وأسامة بن زيد، وعبد الله ابن الزّبير، وغيرهم ممّن لا يتّسع المجال لحصرهم .. وكلّ واحد منهم له تاريخ مشرق وسابقة عظيمة في نصرة دين الله والجهاد في سبيله .. ترى من صفاتهم:
1 - أنّهم أصحاب عفّة، قال تعالى: «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» .. استعلاء وسموّ وحياء، يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" لقد اجتمع ليوسف من الدّواعي لإتيان الفاحشة الشيء الكثير: فقد كان شابا، وفي الشباب ما فيه، والمرأة هي التي دعته إلى نفسها، وهي ربّة الدّار، وهي التي غلقت الأبواب، وهو غريب لا يعرفه أحد، وكان عبدا مملوكا، لا يأنف مما يأنف منه الحرّ، فداس على كلّ ذلك " ..
أتدري أيّها الشّاب أنّ الله يعجب لأشياء، ومن هذه الأمور ما رواه الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ)). أي ليس له ميل إلى النّساء من هذه الدّنيا، بل هو منقطع إلى الآخرة ..
2 - من صفاتهم: حمل همّ الدّعوة إلى الله تعالى:
فقد ذكر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنّه ثار على عبادة قومه للأصنام وهو ما يزال فتىً: «قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ» [الأنبياء:60].
انظر إلى:
¥