تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[صالح العقل]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:13 م]ـ

لاحول ولاقوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم آجرنا في مصيبتنا هذه واخلفنا خيرا منها

الشيخ ماهر بن فهد بن مبارك الساير .. رئيس قسم البحث والتصنيف في إدارة المخطوطات بوزارة الأوقاف الكويتية.

يعرفه القاصي والداني من طلبة العلم ومشايخه .. واصحاب المراكز العلمية؛ والمخطوطات الاسلامية في العالم باسره.

وكم استفادوا من خدماته ..

توفي هذا الفاضل مع أسرته؛ إثر حادث مروري بمدينة الرياض.

اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم

وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد

ونقهم من خطاياهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة

اللهم آمين يا رب العالمين.

ـ[صالح العقل]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:14 م]ـ

صورة للحادث:

http://www.burnews.com/news-action-show-id-2120.htm

بسم الله الرحمن الرحيم

لمن لا يعرف ماهر الساير:

هو الشيخ العالم الفاضل بقية الصالحين الزاهد الورع: ماهر بن فهد بن مبارك الساير من آل مطير بدولة الكويت، رحمه الله تعالى وغفر له وأعلى منزلته في عليين.

كان يشغل رحمه الله تعالى رئاسة قسم البحث والتصنيف في إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف بدولة الكويت.

والرجل من رجالات الأمة الذين رضوا من حظهم في الدنيا بالظل، وعدم الشهرة، مع العمل الدؤوب في مجال المخطوطات جمعا وفهرسة وتصنيفا وترتيبا، ثم بذلا وإعطاءا للباحثين سواء أكانوا من خارج دولة الكويت أو من داخلها.

كان يعمل في أصل توظيفه مدرسا في مدارس الكويت، ثم إنه رغبة منه في خدمة الدين عن طريق خدمة مخطوطات الشريعة، قام بالإستقالة من التدريس، وانضم إلى مركز فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني حفظه الله تعالى بالكويت، ليعمل فيه وكان يعمل مجانا بدون أجر ابتغاء وجه الله تعالى، رغم أنه كان وقتها صاحب أسرة ومسئوليات.

وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، رجع لوظيفته في التدريس، ثم أنشأت إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية فانتقل إليها رئيسا لقسم البحث والتصنيف من زهاء 15 سنة وإلي حين وفاته رحمه الله تعالى كان يعمل فيها بجد ونشاط منقطع النظير.

وهذا الرجل لم أر فيمن قابلت إلا أن يخفى علي أحد من يقاربه في تدينه، وعزوفه عن المناصب، ورغبته في رضاء الله تعالى، مع خشية ظاهرة، وزهد بين، وقد بلغني أنه رحمه الله تعالى رفض منصبا أعلى من رئاسة قسم البحث والتصنيف بغية في أن يظل يعمل بيديه في المخطوطات، ابتغاء الأجر من الله تعالى.

وكان رحمه الله تعالى ينظر إلى المخطوطات نظرة علمية شرعية صحيحة فهو يراها أصل الدين ومنبع ثبوت النقل الشرعي، لذلك كان في غاية التفاني في هذا العمل، ويرى نفسه على ثغر عظيم من ثغور الإسلام لابد أن يسده.

وقد كانت فلسفته في المخطوطات أنها علم الدين وعلم الدين قد صنف وكتب للنشر لا للحبس، ولذلك كان آية في مساعدة الباحثين مع البذل التام لما يحتاجونه سواء من مخطوطات أو معلومات.

وهو في هذا لا يوجد من يقاربه في بلده، أكاد أجزم بهذا، وأنا أعلم أن بالكويت من يهتم بجمع المخطوطات وقد يسافر لأجلها ويتكلف، لكن لخاصة نفسه ولمشاريعه الخاصة، ولعلاقاته المتعددة التبادلية النفعية، أما ماهر الساير فلم يكن كذلك بل كان كل شيء يفعله للبذل والإفادة، مع عدم انتظار الأجر ولو بكلمة شكر.

وقد سن سننا حسنة في تخصصه تحسب له نسأل الله تعالى له دوام أجرها ما دامت السماوات والأرض.

وهو مع ذلك كما أشرت سابقا في غاية التدين – لا نزكيه على الله تعالى – صواما قواما، مع العزوف عن زغارف الدنيا، والأدب الجم، وقد عاشرت الرجل قريبا من خمس سنوات، ما سمعت – جزما – منه كلمة يحتاج أن يعتذر عليها، رضي الله تعالى عنه، بل كان غاية في انتقاء ألفاظه وإرضاء الناس بما لا يغضب الله، والتحنن والعطف عليهم، بل ومساعدتهم دون انتظار ولا كلمة شكر منهم، بل كان دائما يرجو الشكر من الله، وكان دائم التكرير لكلمة: نحن نعمل لله لا لأحد.

لا تراه متجهما بل دائم البسمة والحنو، يضع كل شيء في قدره، وينزل كل أحد في مقداره، حكيم في أقواله وأفعاله، قليل الكلام، وإن تكلم فلغاية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير