تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأسقط في يد الشاب

وقال الدكتور موريس بوكاي: لو علمت أن مثل هذا الشاب موجود في هذا المجلس ما زرتكم.

والآن أذكر شيئا قليلا مما في التوراة من الكذب الواضح الذي لا يعتقده من يؤمن بالأنبياء ويصدقهم.

فمن ذلك أن يعقوب عليه السلام سمع أن زوجة ابنه قاعدة بجانب الطريق تزني بالأجرة، فبعث إليها فجيء بها فأمر برجمها بعدما اعترفت، فقالت له: مهلا، وأخرجت ثوبا وناولته إياه قائلة لمن هذا الثوب؟. فقال: هذا ثوبي: فقالت له: أنت زنيت بي، وأعطيتني هذا الثوب أجرة، فارجم نفسك أولا، ثم ارجمني.

الكذبة الثانية: أن لوطا عليه السلام كان يسكن في جبل في فلسطين، وكانت له ابنتان بالغتان، ولم يكن له ولد ذكر، فقالت الكبرى للصغرى نحن نسكن في هذا الجبل وحدنا، وقد بدأ والدنا يتقدم في السن، فلو مات لم نستطع أن نبقى وحدنا هنا، فتعالي نسقي والدنا خمرا في ليلة، فإذا سكر أنام معه أنا، وبعد عدة ليال إذا حملت أنا، نسقيه خمرا أخرى فتنامين أنت، لعل الله يرزقنا ولدين ذكرين، يقومان بحمايتنا، فسقتاه خمرا فسكر فنامت معه الصغرى فحملت وولدت كل واحدة منهما ولدا ذكرا، فكان كل واحد من الولدين حبرا لقبيلة من قبائل بني إسرائيل.

الكذبة الثالثة: أن نوحا عليه السلام شرب الخمر فسكر فانكشفت عورته، وكان له ثلاثة من الأولاد: سام، ويافث، وحام. فذهب حام ووجد أباه نوحا سكران مستلقيا على ظهره، مكشوف العورة، فرجع وأخبر أخويه ساما ويافث فأخذا غطاء وجعلا يمشيان إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما فلما وصلا إليه، ألقيا عليه الغطاء تم انصرفا، فلما أفاق أبوهما نوح عليه السلام وعلم بذلك، دعا على حام أن يجعل الله ذريته عبيدا لذرية أخويه، فصار أبناؤه كلهم سودا يباعون في الأسواق عبيدا، وأبناء سام ويافث بيضا سادة.

قرأت هذا في التوراة باللغة العبرانية، لما كنت أدرسها في ألمانيا، واسمها العربي في كتاب تخطيط البلدان، لابن الفقيه البغدادي المتوفى في آخر القرن الثالث الهجري " جرمانية ".

والمراد بكتابة هذا المقال تنبيه القراء إلى ما خص الله به الملك فيصل رحمه الله من الذكاء الذي كان سببا في انقلاب الدكتور موريس بوكاي من عدو لدود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولدينه الحق اليقين إلى صديق حميم يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن القرآن، بكل ما عنده من القوة، وقد أخبرني بذلك المجلس أن كتابه المذكور ترجم باثنتي عشرة لغة، منها العربية والإنجليزية، وقد حضر مؤتمرات كثيرة في جميع أنحاء العالم، وألقى أحاديث طويلة في إقامة الحجة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن من الله تعالى ليس فيه زيادة ولا نقصان، وقد أخبرني لما اجتمعت به، أن وزير الإعلام المغربي دعاه ليلقي محاضرات في المغرب، ووعده خيرا، ثم جاء إلى المغرب وألقى محاضرات عديدة.

وهذا الرجل وأمثاله حجة في هذا العصر على المرتدين من أبناء المسلمين الذين يزعمون أن العلم العصري هو سبب كفرهم، وقد أقمت الحجة في كتابي: (دواء الشاكي وقامع المشككين) على كذبهم، وأن كفرهم ناشئ عن الجهل للعلوم المدنية والجديدة، وأقمت عليهم الحجة القاطعة المذكورة في ذلك الكتاب بأن زرت جميع السفارات بل أكثرها التي دولها (ديموقراطية) يستطيع كل واحد من أهلها أن يصرح بعقيدته. فسألت الملحق الثقافي في كل سفارة: كم عدد الملحدين في دولتكم؟ فوجدت أكثر الملحدين في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ثلاثة في المائة، وقال لي الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط: إن الثلاثة في المائة ليس كلهم يجحدون ربوبية الله تعالى، بل كثير منهم يكفرون بالكنيسة فقط؛ لأن الكنيسة الكاثوليكية، إذا خطب رجل تابع للكنيسة البروستانتية امرأة كاثوليكية يحرمونها عليه، فيكفر بالكنيسة، وتكفر المرأة بها فيتزوجان زواجا مدنيا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير