تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعمد بعض المعالجين بتخصيص قراءة آيات معينة في طريقة علاجه، أو إيراد ذلك في بعض كتبه دون دليل أو مستند شرعي من الكتاب والسنة يؤكد ذلك ويدعمه، ومعلوم شرعا أن تخصيص ما لم يرد به مخصص من المشرع بدعة منكرة، وفعل يخالف الشرع والمنهج، ولا بد من التحذير للوقوع في ذلك أو اعتقاده، ومعلوم أن الرقية الشرعية أمر توقيفي تعبدي تتعلق بمسائل اعتقادية كما ذهب لذلك بعض أهل العلم، وهذا ما أراه وأنتهجه، وقد تم الإشارة إلى ذلك الأمر سابقا، فيجب المحافظة على ما ورد به النص للرقية الشرعية من الكتاب والسنة، دون التعويل على ما سواهما، ومن أنواع التخصيص الواردة:

1 - تخصيص قراءة سور أو آيات أو أدعية معينة بعدد محدد:

ومن ذلك تحديد قراءة آية الكرسي بعدد محدد لشفاء مرض بعينه (كالسرطان) ونحوه، أو تحديد فائدة معينة نتيجة لقراءة تلك الآية كشفاء صرع أو إبطال سحر أو تعطيل عين ونحو ذلك من أمور أخرى، ولا يجوز فعل ذلك ونشره بين الناس لما يترتب عليه من خطر عظيم بسبب عدم قيام الدليل على هذه الكيفية وتلك الوسيلة، علما بأن الأدلة القاطعة الصريحة تؤكد فضل هذه الآية العظيمة، كما ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وقصة الشيطان الذي جاء يحثو من ثمار الصدقة وقوله لأبي هريرة: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " للَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّوم " (سورة البقرة – الآية 255) حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح) (أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الوكالة (10) - برقم 2311 - وكتاب بدء الخلق (11) - برقم (3275) وكتاب فضائل القرآن (10) - برقم 5010) الحديث، أما قراءتها بهذه الكيفية وهذه الصورة فلا أصل له، وهذا لا يعني مطلقا عدم الاستشفاء بها من كافة الأمراض والأسقام، إنما لا يجوز الاعتقاد بهذه السورة في الكيفية السابقة للعلاج، مع كونها أعظم آية في كتاب الله عز وجل 0

وقد ثبت الدليل في مواضع أخرى بتخصيص أذكار أو أوراد محددة العدد للنفع والفائدة المرجوة في الدنيا والآخرة، كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه) (متفق عليه) 0

فالتخصيص الحاصل في الحديث آنف الذكر تخصيص من مبلغ عن مشرع، وفعله يؤدي لبلوغ غايته، لأنه إخبار من الصادق المصدوق، الذي ينطق بوحي السماء، ومخالفة ذلك يعتبر ابتداع في الشريعة والدين وقول بغير علم 0

وقس على ذلك كثير ممن يخصص قراءة آيات معينة بعدد محدد لشفاء كثير من الأمراض، وهم بذلك واهنون مبتدعون منقادون لأهوائهم وشهواتهم وإغواء الشيطان ودسائسه، دون الانقياد للشريعة السمحة 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (بعض الناس يجعلون الورد" بسم الله الرحمن الرحيم) 786 مرة ويقرأون الواقعة 42 مرة وسورة الذاريات 60 مرة وسورة يس 41 مرة عند الميت وغيره، ويقرأون في الورد (يا لطيف) 16641 مرة فهل هذا جائز أم لا؟؟؟

فأجاب - رحمه الله -: (لا أعلم لهذا العمل أصلا بهذا العدد المعين، بل التعبد بذلك واعتقاد أنه سنة؛ بدعة وهكذا فعل ذلك على هذا الوجه عند الميت وقت الموت أو بعد الموت كل ذلك لا أصل له على هذا الوجه، ولكن يشرع للمؤمن من الاستكثار من قراءة القرآن ليلا ونهارا، وأن يسمى الله سبحانه عند ابتداء القراءة وعند الأكل والشرب، وعند دخول المنزل وعند جماع أهله، وغير ذلك من الشؤون التي وردت بها السنة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر) (قال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ضعيف جدا " الحديث الأول - 1/ 29، وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله اسناده صحيح، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم 4217 - قلت: والحديث فيه خلاف بين أهل العلم الأجلاء ومع ذلك فمعناه صحيح لما ثبت في مواضع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير