تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عدة من السنة المطهرة والشواهد الكثيرة تؤكد هذا المعنى وتؤيده) وهكذا استعمال (يا لطيف أو يا الله أو نحو ذلك) بعدد معلوم يعتقد أنه سنة لا أصل لذلك بل هو بدعة ولكن يشرع الإكثار من الدعاء بلا عدد معين 0 كقوله: يا لطيف الطف بنا أو اغفر لنا أو ارحمنا أو اهدنا ونحو ذلك 0

وهكذا يا الله يا رحمن يا رحيم يا غفور يا حكيم يا عزيز أعف عنا وانصرنا وأصلح قلوبنا وأعمالنا وما أشبه ذلك لقول الله سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (سورة غافر – الآية 60) وقوله عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِى إِذَا دَعَانِ) (سورة البقرة – الآية 186) ولكن بدون تحديد عدد لا يزيد عليه ولا ينقص 0 إلا ما ورد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في كل يوم مائة مرة) (متفق عليه)، فهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا قول: (سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء) (متفق عليه) 0 وهكذا: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة بعد كل صلاة من الفرائض الخمس 0 الجميع تسع وتسعون بعد كل صلاة ويختم المائة بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) (صحيح الجامع – 6286) (مجلة البحوث الإسلامية - السؤال الثالث لمجموعة من الفتاوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 24/ 98، 99، 100) 0

يقول الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة: (وهم حينما أدخلوا في طريقتهم كتاب الله تراهم يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا، فيوصون بآيات بعينها غير الآيات المنصوص عليها في الرقية الشرعية الصحيحة كالفاتحة وسورة الاخلاص والمعوذتين وآية الكرسي ونحو ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ينصون على لزوم قراءتها مرات معينة، فيعينون آيات ويحددون أرقاما ويخترعون أذكارا وعزائم ويكتبون تمائم، كل ذلك بالتشهي بلا دليل من كتاب ولا سنة يتقيدون بها؛ إذ أنهم لم يرقهم ما ورد في الكتاب والسنة في علاج تلك الأمراض؛ فأخذوه – لئلا ينسبوا الى رفض الكتاب والسنة – وزادوا عليه أضعاف أضعافه من باطلهم، فاغتر بذلك الباطل كثير من الناس، بل كثير من أهل العلم) (الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – ص 7، 8) 0

قلت: إن المقصود من كلام الدكتور الفاضل هو عدم لي اعناق النصوص لتتمشى مع الباطل والزيغ والضلال، والرقية الشرعية أمر جائز بالدليل النقلي الصحيح بل قد تصبح أحيانا واجبا شرعيا، أما التخصيص بقراءة آيات أو سور أو أذكار بعدد محدد ونحوه، وزرع ذلك في نفوس المرضى والاعتقاد بتلك الكيفيات فهذا مخالف للصواب ويحتاج لوقفة صادقة وإعادة نظر من بعض المعالجين الذين ينتهجون هذا المنهج في طرق علاجهم، وعليهم العودة الصادقة الى المنهل الحقيقي الصافي والمتمثل بالكتاب والسنة، وكذلك العودة الى العلماء وطلبة العلم الصادقين المخلصين لتبيان الحق من الباطل والسمين من الغث 0

يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم: (وكثير من كتب العلاج بالقرآن قيدت الأذكار التي أطلقها الشرع بعدد محدد، أو أطلقت المقيد من هذه الأذكار؛ فنجد في بعض هذه الكتب أن الذكر أو الآية مثلاً تقال 20 مرة أو 100 مرة 0

ولم يثبت ذلك في نصوص الشريعة، وقد يُحد المؤلف حداً من عنده كما في كتاب " إثبات علاج جميع الأمراض بالقرآن الكريم " فبعد ما ذكر المؤلف آيات الشفاء في القرآن قال: تكتب في طبق صيني أبيض بدون نقوش بالزعفران وماء ورد ثم تمحى بماء ويسقى للمريض فإنه يشفى في وقته بإذن الله تعالى "!!! 0

ولا ندري من أين أتى بهذه التقيدات؛ فكتابة الآيات على مثل هذا النحو مختلف فيه بين العلماء، ومن قال بجواز ذلك، فما هو دليله على أن الطبق لا بد وأن يكون من الصيني الأبيض غير المنقوش؟!!

وماذا لو تأخر الشفاء، ولم يشف المريض في وقته؟!

وهذا مثل من أمثلة عديدة لو نقلناها من مصادرها لطال بنا الحديث) (الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 23، 24) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير