تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضاً: (كثير من المعالجين والكتب المؤلفة في علاج الصرع وغيره، تحدد أذكاراً معينة وتطالب بترتيبها أو تكريرها، مما يوهم أنها تستند لدليل شرعي، والأمر ليس كذلك، فمثلاً نجد الحث على تكرير آية الكرسي أثناء العلاج!! وقراءة سورة الجن تحديداً لإخراج الجني!!

وقد ذكر صاحب كتاب " إثبات علاج جميع الأمراض بالقرآن الكريم " أن علاج السرطان يتضمن الاستماع إلى القرآن الكريم والاستحمام والشرب من الماء المقروء عليه القرآن ودهان مكان الورم السرطاني بزيت مقروء عليه – وذكر الآيات التي تقرأ – إلى أن قال: وتقرأ الآيات السابقة على كمية من زيت الزيتون تكفي لدهان العضو المصاب لمدة 21 يوماً 000!!! ا هـ 0

وهذا مثال واحد من أمثلة تحديد الأذكار وترتيبها، وغيره كثير موجود في هذا الكتاب وغيره من الكتب المشابهة، ولولا خشية الإطالة لذكرنا بعضها، ولا ندري من أين أتى الكاتب بهذا الترتيب وهذا التحديد للآيات في علاج السرطان؟! وماذا لو خالفنا الترتيب أو قرأنا آيات أخر؟! ولماذا لم يطلق في مقام الإطلاق ويقتصر على ما صح وثبت من أدعية وأذكار؟! إن الشرع قد أتى بكل ما فيه صلاح القلوب والأبدان إما إجمالاً وإما تفصيلاً، وقد أكمل سبحانه لنا الدين وأتم علينا النعمة: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا " " سورة المائدة – الآية 3 ") (الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 101، 102) 0

وقد وقفت على بعض الفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - يجيز فيها تكرار الرقية بعدد محدد، حيث أفاد بالآتي:

(أرى أنه لا مانع من التكرار سواء بعدد أو بدون إحصاء، وذلك لأن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فعليه استعمال القراءة بكتاب الله أو الدعاء بالأدعية النبوية ويكون ذلك علاجا نافعا بإذن الله مع إخلاص القارئ ومع استقامة المريض ومع استحضار معاني الآيات والأدعية التي يقرؤها ومع صلاح كل من الراقي والمرقي، والله الشافي، وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم) (الفتاوى الذهبية – ص 37) 0

وسئل فضيلته أن هناك بعض القراء من يخصص بعض الآيات لأمراض معينة مع تكرارها بأعداد معينة مع عدم اعتقادهم بأن العدد هو السبب في الشفاء، فما حكم هذا التخصيص؟ وما حكم التكرار؟؟؟

فأجاب – حفظه الله -: (لا شك أن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى بقوله: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) (سورة فصلت - الآية 44) وقوله: (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ) (سورة يونس – الآية 57)، فأما قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (سورة الإسراء – الآية 82)، فقال كثير من العلماء أن (من) ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس، أي جنس القرآن، ومع ذلك فإن في القرآن آيات لها خاصية في العلاج بها، ولها تأثير في المرقي بها ومن ذلك فاتحة الكتاب، ففي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي رقى بها: " وما أدراك أنها رقية " (متفق عليه)، وقد ورد فضل آيات خاصة كآية الكرسي ونحوها وسورتي المعوذتين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما تعوذ متعوذ بمثلهما " (صحيح الجامع – 7949)، وكذا سورتا الإخلاص والآيتان من آخر سورة البقرة، فأما تكرارها ثلاثاً أو نحو ذلك فلا بأس، فإن القراءة مفيدة سواء تكررت أو أفردت، لكن التكرار والإكثار أقوى تأثيراً) (المنهج اليقين في بيام أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين) 0

وسئل فضيلة الشيخ عن منشور للرقية من الحسد والعين ومرضى السرطان، ويذكر صاحب المنشور أن الرقية تقرأ على زيت أو ماء وتستعمل لمدة واحد وعشرون يوماً، ويشرب الماء ثلاث مرات يومياً، وتقرأ الرقية مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع، ويقول السائل: أرجو الإفادة عن مدى صحة ما ذكر، وهل حدد النبي صلى الله عليه وسلم واحد وعشرون يوماً، وقرأها على زيت وماء، وهل ورد ذلك الفعل عن أي صحابي في صحيح البخاري؟؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير