تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة صلاة الاستسقاء في دمشق]

ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[03 - 09 - 08, 03:03 م]ـ

بسم الله

روضة الأنام

في ترجمة

نزيل مكة المكرمة من الشام

الشيخ: محمد بن عبد الغني القاسمي

أمد الله في عمره

قصة نادرة ومعبرة فيها موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد

وهذه القصة هي حدث فريد قلما تكرر في البلاد الشامية وقد كانت وقائعها

في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي الميلادي والقصة

كما حدثنيها الشيخ العلامة محمد القاسمي المدرس في جامعة أم القرى سابقا

وسليل بيت العلم في دمشق

والذي يتصل نسبه بمحدث البلاد الشامية في عصره

الشيخ جمال الدين القاسمي

صاحب المؤلفات النفيسة في التفسير وعلوم الحديث وغيرهما:

وإليكم أحبتنا سردها:

(صلاة الاستسقاء في دمشق)

@ في أيام الوحدة بين مصر وسوريا، وبعد بناء السد العالي في مصر، وفي خطاب حافل جامع موجه للشعبين، كان من جملة عباراته: (لقد استغنينا الآن عن رحمة السماء) كبرت كلمة تخرج من أفواههم، فإن الله عز وجل ليغار على نعمه أن يكفر بها؛ فكان الجدب، وانقطاع الماء من السماء، والصقيع وغور الآبار، وجفاف الينابيع والأنهار، وأمحلت الأرض، ومات الزرع، وعطشت البهائم، وهلكت قطعان منها، حتى أن القرى صار أهلها يُسقون الماء بالصهاريج، وبُنيت له الخزانات، وصار الماء يوزع بمقدار.

اجتماع كلمة المسلمين على علمائهم

@ قال الشيخ القاسمي:ـ وعندها فكر علماء دمشق بما جُنِيَ به على الأمة في تصريحات غير مسئولة، بعيدة كل البعد عن روح الإيمان والثقة بالله الكبير المتعال.

@ وبرزت دمشق الفيحاء بأطفالها الرضَّع، وشيوخها الركع بشيبها وشبابها، إلى آخر الخط في منطقة المهاجرين، لتجأر إلى الله I ولتجهش له I بالبكاء.

@ قال الشيخ القاسمي: وقام العلماء يدعون ويبكون وقام واحد منهم يعتذر إلى الله ويقول (محيناها يارب) أي رجعنا عنها، يعتذر إلى الله عما أجرم به من قال (إستغنينا عن رحمة السماء). وخطبَ العلماءُ في ذلك الجمع الحافل. ومن الذين تكلموا يحثون الناس على التوبة والاستغفار، والرجوع إلى الله I وحسن عبادته، من هؤلاء العلماء:ـ

1ـ العلامة الشيخ: إبراهيم الغلاييني.

2ـ والعلامة الشيخ: السيد محمد مكي الكتاني؛ رئيس رابطة علماء الشام.

2ـ والعلامة الشيخ: أبي الخير الميداني (رحمهم الله جميعا) وغيرُهُم.

@ ثم قال الشيخ القاسمي: لقد اصطحبت أطفالي إلى المكان المحدد لإقامة صلاة الاستسقاء، فمنهم الرضيع وما فوق ذلك بأعمار قد لا تتجاوز الثلاث سنين، وكذلك الناس فعلوا ...

مشهد رائع من مشاهد

التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله

@ هنالك في سفح جبل قاسيون، المطل على الفيحاء دمشق الشام، اجتمع الناس من كل حَدَبٍ وصوب. العلماء يدعون ويبكون، والناس لم يبق منهم أحد إلا وبكى؛ وهم يجأرون إلى الله عز وجل تتعالى الأصوات في ذلك الفضاء الرحب مع الدعاء بالبكاء من الجميع وتختلط بصراخ الأطفال وبكائهم فيقول العلماء: يارب نحن مذنبون، فما ذنب هؤلاء الأطفال حتى تأخذهم بجريرتنا. والعلمانيون من فوق الجبل يسخرون ويضحكون.

@ كان هذا الاستسقاء صباح يوم الجمعة، ومضت أيام والعلمانيون يسخرون منا ويقولون لنا أين ربكم الذي دعوتموه والذي تقولون إنه يجيب الدعاء، ويأتيكم بالمطر؟!! ... فقلت لهم: إن الله يجيب دعاء المضطر كما يشاء سبحانه ومتى شاء. لا كما نشاء نحن ونريد فسبحانه وتعالى من إله.

@ ومضت أيام خمس على الدعاء، وفي ليلة الأربعاء، أبرقت السماء، ثم أرعدت رعداً مخيفاً، وصارت تمطر أرسالاً كالميزاب، وفاضت الأنهار وامتلأت ساحات البيوت بالماء، حتى صار الماء يخرج من الأبواب بدلاً من المصارف المعدة لتصريف المياه، وإن ساحة المرجة الشهيرة في دمشق غمرتها المياه، وفاض نهر بردى، وتقطعت بالناس السبل، وحدثت أزمة من كثرة المياه بالرجوع إلى الله تبار وتعالى بعد أن كانت الأزمة من قلة المياه بسبب إعراض البعض وجرأتهم على الله .. ).

@ فاضت البركات، وكان بعد الجدب خيرات كثيرة وعطاء، وثمر ونماء فوثبة اقتصادية لم تشهد الشام مثلها منذ عقود عدة خلت.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

منقول

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12692

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير