تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من روائع رمضان]

ـ[أبو خالد المطرودي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 07:07 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[من روائع رمضان]

وقفات من الخاطر إليكم:

1 - يقبل رمضان كماءٍ زلال يروي أكباد الظامئين ... ويبل صدى السالكين ... القريب من ربه يقترب ... والمقصر يستعتب.

2 - كنت أرقب الناس في الميقات يتواردون توارد الإبل مرت عليها عشر لم تشرب فهاهي اليوم تشربُ عللا بعد نَهَلٍ، وتروي أكباد لطالما شتتها البعد، وأضناها كَلْم المعصية، ومشاغل الدنيا.

3 - يقبل رمضان فيفرح به المؤمنون والمؤمنات ... وتحزن قلوب الغافلين والغافلات؛ ولذلك تمر سحابة نهارهم وهم في سبات، ويدلج ليلهم أمام القنوات وفي مفارق الأسواق والطرقات.

4 - في السحور ظهر لي من نفحاته أنه يضبط أخلاق المسلم؛ ولذا كان من السنة أن يؤخر إلى آخر ساعة قبل الفجر كل ذلك لأجل ألا تلذع المسلمَ وخزاتُ الجوع فيسوء خلقه، ويتعكر مزاجه، ولما كانت نفس العبد تتطلع إلى الأكل كان من السنة تعجيل الفطر.

5 - رمضان شهر الإنجاز مع الإتقان، ولو تأملنا التاريخ لوجدنا رمضان يختلف كثيراً فتجد الفتوحات العظيمة تتوج في رمضان، وأخلاق المسلمين تتضح في رمضان في قوالب شتى من البر والإحسان والعبادة أما عندنا فتجدنا نحرص على أن يكون رمضان إجازة لا لنستعين بها على عبادات رمضان وإنما ليقضى فيما لا نفع فيه وأنتم أعرف بما أقصد.

6 - في الصوم صحة للبدن، وصفاء للروح لمن عقل ذلك ووعاه، وهنا يظهر مقصد عظيم من مقاصد التشريع وهو أن الله تعالى لا يوجب على عباده إلا ما فيه خيرهم وفلاحهم، ولا يحرم عليهم إلا ما فيه ضرر عليهم في معاشهم ومعادهم، وتلك أسرار يعقلها العلماء الربانيون.

7 - لو حدثتكم عن حرص السلف لقلتم هؤلاء السلف، لكني أحدثكم عن رجال رأيتهم وعشت معهم، كان في مسجدنا الكبير الذي نشأت فيه حتى أني أحصي عدد أعمدته الكثيرة!! رجال أحسبهم من أهل الإيمان ولا أزكي على الله أحدا في رمضان يختمون القرآن كل يومين وأذكر أن أحدهم ختم في العشر الأواخر كل يوم وهذا يقين أعرفه، أما في غير رمضان فيختمون كل ثلاثة أيام، وكان مرآهم يؤثر في النفس قد ملك القرآن قلوبهم فدمعتهم قريبة، ترى وضاءة الإيمان في وجوههم، لقد ودعت من الناس كثير لكني أفتقد أبا علي الذي كان يقول لي وأنا طفل أدبُ أدع لي!! لم أفهم ذلك إلا بعد حين.

8 - وقفةٌ لا بد منها: إن طريقة بعض المصلحين والوعاظ والدعاة في دعوة الشباب والفتيات تحتاج إلى تصحيح خاصة في أسلوب الوعظ، فلو ذهبت إلى التسجيلات أو نظرت إلى عناوين المحاضرات لوجدتَ أنها تحوي تلك الصورة المثالية للاستقامة والتدين والتي لا يمكن أن تكون مقياسا للزوم منهج الحق، فتجدنا نذكر له عبادة الإمام أحمد وأنه كان يصلي ثلاثمائة ركعة ولما سجن وجلد كان يصلي مائة وخمسين، والمقدسي كان يصلي ثلاثمائة ركعة بين المغرب والعشاء، وفلان كان يقوم الليل كله، وآخر يصوم الدهر كله، لا أنكر أن هذه نماذج قد يقدر الله عليها بعض خلقه لكنها ليست الطريقة المثلى في ترغيب الناس في الخير، وليست القدوة بهؤلاء سنة ماضية بل بمحمد صلى الله عليه وسلم، وطريقته خير الطرق وأوسطها.

ولذا لا تعجب من شاب أو فتاة تجد فيه عزوفا تستغربه، وتتساءل كثيرا لم كل هذا الصد؟ ما ذكرته لك يمثل نسبة كبيرة من أسباب ذلك.

إن هذا الأسلوب قد كره إلى الله عباده، وهو لا يستند إلى دليل وحجة، والهداية بيد الله.

لذا أظن أنه لا بد من إيجاد معهد لإعداد الدعاة والوعاظ من أجل رفع كفاءتهم العقلية والنفسية حتى لا يكونوا كما قال عمر رضي الله عنه: " يكون أحدكم إماما فيكون سخطة على عباد الله، لا تبغضوا إلى الله عباده ".

إنني آسى كثيرا عندما أزور الشباب وأجد أنهم ينظرون تلك النظرة القاتمة للدين وأهله، ولا عجب فأنا أعرف من واقع الصالحين ما قد يكون سببا في ذلك، يظن بعضهم أن التدين يوجب عليه نوعا من النرجسية والعزلة الأخلاقية وكأنه في برج عاجي، وألا يتواضع لعباد الله، بل حتى زوجه في بيته تشكو منه!! ومن سوء خلقه الذي يظنه دينا!! ولذا تجد كثيرا من الفتيات لا ترغب الزواج من متدين!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير