أذكر أني قرأت أن محمد بن واسع رحمه الله سمع واعظا يقول: " ما لي أرى العيون لا تدمع والقلوب لا تخشع .. " فرفع رأسه وقال: ما أراهم أتوا إلا من قبلك!! ".
ورمضان فرصة لبرمجة النفس وتأهليها لما فيه الخير والصلاح.
9 - رمضان فرصة لتفقد الأقارب، والمحاويج منهم خاصة، فكم لنا من أخ أو أخت أو عم أو خالة أو جار ... إلخ يدخل عليهم رمضان فإذا هو كسحابة مظلمة ترعد وتبرق فوق رأسه، فهلا رحمناه وأدخلنا السرور على قلبه وحفظنا كرامته، وأفرحنا بنيه وبناته بما يواسيهم في شهرهم.
10 - في العيد نفرح ونبتهج به نحن وأبناؤنا، وهناك فئام من الناس لا تعرف البسمة طريقا إلى شفاههم، أعوزهم المال، وفقدوا اليد الحانية، فلماذا لا نمد أيدينا إليهم؟ ونوفر شيئا من بذخنا لكي تبتسم شفاههم!!
يا الله ما ألذ تلك اللحظات في يوم عيد في دار الأيتام، تحمل معك هدايا وتنطلق إليهم، وتمسح رؤوسهم، وتقبلهم ... مشاعر أترك بقيتها لك!!!.
11 - من الغبن الكبير أن يصلي الناس التروايح وتنشغل عنها بما لا يغني عنك شيئا.
12 - نحب ونحرص على أن نتعرف على تاريخنا، وعظماء هذه الأمة المباركة كخالد بن الوليد، و أبي جعفر المنصور، وهارون الرشيد، والأمين والمأمون، وصلاح الدين، والظاهر بيبرس وغيرهم؛ هذه ما تفعله بعض القنوات، لكن أن يشوه التاريخ ويكتب بأقلام مأجورة تجعل من أولئك الفاتحين الذين أرادوا الله والدار الآخرة تجعل جهادهم إنما هو من أجل حسناء خلف الأسوار فلا تدك أسوار ليس خلفها نساء حسناوات!! إن هذا تزييف، وخيانة لأجيال الأمة، ولعب بتراثها.
13 - إنني أتألم كثيرا عندما تقول لي بعض الأخوات أنها لا تجد فرصة لتقرأ القرآن أو تصلي التراويح مع إمام الحي!! لأنها ترهق بأعمال البيت وموائد رمضان وكأن أهل البيت في مجاعة في غرف العناية الفائقة!! عجيبة هي حال كثير منا، لماذا لا نخفف عن نساءنا لكي يتذوقن الإيمان ويجدن حلاوته، نعم عملها وخدمتها فيه أجر عظيم لكن هي قلب ومشاعر، تتهذب بالإيمان، وقراءة القرآن، وسماع المواعظ، والصلاة مع المؤمنين.
ينبغي أن نعيد حساباتنا مع أهلنا وبناتنا لكي تصلح أحوالنا وتتهذب أخلاقنا ويعين بعضنا بعضا على الخير والبر.
عيدكم مبارك ... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم
محمد بن عبد العزيز المطرودي
(ميقات قرن المنازل، الساعة: 11:04 مساء، الموافق: 2/ 9/1429هـ، الموافق: 3/ 9/2008م).