تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في رمضان كان أهل البلاد من غير المسلمين يسألون متعجّبين: هل حقا لا تأكلون ولا تشربون إلا في الليل؟ .. وعلام تجوّعون أنفسكم؟ .. ولا يفيد الشرح وإن تكرّر، وفي هذه الأيّام تزامن حلول رمضان مع أكثر من برنامج إذاعي وتلفازي يتحدّث عن الإسلام والمسلمين وشهر الصيام لديهم.

في رمضان كان يأتينا في المصلّى الصغير أخ مسلم من المعاقين، وكان بين الأربعين والخمسين من عمره، فكنّا نحتفي به أضعاف ما نحتفي بسواه، كيف لا وهو "مسلم ألماني"، وليس مثلنا من "الوافدين"، ولم نكن نعرف أو نسمع عن "ألماني مسلم" آخر، واليوم أعرف عن أربعة لقاءات على الأقل على إفطار مشترك بدعوات خاصة، كانت في النصف الأول من رمضان (1427هـ) فكان منها المخصّص للذكور ومنها المخصّص للإناث، وجميعهم من أهل البلاد الأصليين، أو من المواليد في هذه البلاد، وهذا في مدينة واحدة من مدن ألمانيا.

مرّة أخرى مع الاعتذار عن التكرار:

يا سبحان الله .. كم يزعجني أن يقتصر نظر بعضنا على "اللحظة الآنية"، فألمس لديه روح التشاؤم في الحديث عن أوضاع الإسلام والمسلمين في هذه الديار الغربية ومستقبلهم.

كثير من المسلمين ينزعج هذه الأيام بسبب إساءة صدرت عن فلان أو فلان، فتقوم دنيا المحتجّين الغاضبين ولا تقعد، ويغفل عن أنّ ما كان يصدر من إساءات قبل جيل واحد، كان أضعاف ما يصدر الآن، ولكن لم يكن يجد أصلا من يقوم ويقعد ويحتجّ ويغضب!

كثير من المسلمين ينزعج من أنّ ما يُكتب عن المسلمين وقضاياهم ودينهم في وسائل الإعلام الغربية، سلبّي المضمون والأهداف، بنسبة يقدّرها أمثالي ممّن عملوا في الإعلام عشرات السنين، بستين أو سبعين في المائة، ويغفل مَن ينزعج عن أنّ ذكر الإسلام والمسلمين وقضاياهم كان منعدما أصلا في وسائل الإعلام قبل جيل واحد!

كثير من المسلمين ينزعج من المحاولات الرسمية وغير الرسمية أن يكون تدريس الإسلام لأطفال المسلمين في المدارس الرسمية الألمانية تحت "الرقابة"، بمعنى أن تعلم أجهزة الدولة ما يُقال فيه، وأن تكون المناهج ممّا لا يؤدّي إلى "ثورة عنف" ما على القيم السائدة وأساليب الحياة المطبّقة، وإن كان حقُّ رفضها مضمونا، ويغفل المنزعجون أنّ أطفال الجيل الماضي في هذه الديار كانوا محرومين أصلا من تعلّم دينهم في المدارس، وأنّ أحدا لم يكن يخطر له أن هذه المسألة يمكن أن تصبح من القضايا المطروحة على أعلى المستويات بعد فترة وجيزة من الزمن نسبيا!

كثير من المسلمين ينزعج بسبب التضييق على الطالبات المحجّبات في فرنسا، أو المعلمات المحجّبات في ألمانيا، ويغفل عن أنّ الحجاب لم يصبح "مشكلة مؤرّقة" إلا بعد أن انتشر انتشارا واسع النطاق، وقد كان يوجد مسلمون ومسلمات قبل جيل واحد، ولكن لم يكن يوجد الحجاب في كل مكان، ولا كانت المصليّات مليئة، ولا كانت الأسر راغبة في تدريس الإسلام لأطفالها، فإن كان هذا الذي نشهده، هو من "حصيلة" القليل القليل الذي كان قبل جيل واحد، فكيف ستكون حصيلة الكثير الكثير ممّا بدأت ثمراته تتراكم في واقع حياة الجيل الحالي؟! ..

لا ريب في كثرة المشكلات التي يواجهها المسلمون وشدّتها عليهم، وهي ممّا لا يجد حلولا عن طريق التشاؤم ولا التفاؤل، إنمّا المطلوب هو الرؤية المتوازنة، والعمل السديد، مع الإيمان الصادق، والنيّة الطيبة .. المطلوب هو أن نستوعب استيعاب الفهم العميق والتطبيق الشامل لمختلف الميادين وعدَ الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} -30 الكهف-

نبيل شبيب

ـ[ابن ذكير]ــــــــ[14 - 09 - 08, 01:26 ص]ـ

جزاك الله خير

وأعان الله المسلمين في كل مكان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير