ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 09 - 08, 10:59 م]ـ
خطبة العيد لعام 1428هـ ... للشيخ / إبراهيم بن صالح الدحيم ... رحمه الله ..
( http://www.islamselect.com/mat/42231)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 12:12 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عندده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لعبدك / إبراهيم الدحيم ... وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه.
أسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، و أن ينزله منازل الأبرار، وأن يجزيه عن بذله، وتعليمه، ونصحه، وكتاباته، ونصيحته لله و لرسوله، و لدين الإسلام خير الجزاء، و أن يخلف على أهل الإسلام خيرا منه.
وأسأله تعالى أن يرحم من كان معه، ويشفي مصابهم، وجميع مرضى المسلمين.
اللهم آمين
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[16 - 09 - 08, 02:12 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها
............................
مع المحبرة إلى المقبرة
إبراهيم بن صالح الدحيم
جامع ابن خريص
ملخص الخطبة
1 - طلب العلم ليس له وقت محدد ولا عمر معين. 2 - فضل العلم وطالبه. 3 - بعض الأمور المعينة على تحصيل العلم. 4 - بعض الأمور المانعة من تحصيل العلم. 5 - الحث على استغلال أوقات الإجازة بما يفيد.
الخطبة الأولى
أما بعد: عباد الله، اتقوا الله.
رأى رجلٌ مع الإمام أحمد محبرة فقال له: يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، ومعك المَحبَرَةُ تحملها فقال: مع المَحبَرة إلى المقبرة. وجاء عن محمد بن إسماعيل الصائغ أنه قال: كنت في إحدى سَفَرَاتي ببغداد، فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعْدُو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه فقال: يا أبا عبد الله، ألا تستحيي؟! إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟! فقال: إلى الموت.
عليك سلام الله ما كنت جاهلاً فقد كنت ذا عقل وكنت حصيفًا
الإمام أحمد يعدو ونحن لا نعدو، وإن عدَونا أو غَدونا فإلى الدنيا، وشتان بين غدوٍّ وغدوٍّ، فكل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
سارت مشرِّقة وسِرتُ مغرِّبًا شتان بين مشرِّق ومغرِّب
الإمام أحمد لا يعرف وقتًا محدَّدًا للطلب، ولا عمرًا معيَّنًا للتعلّم، فنداوَة حبره تغذّي قبرَه، وهو مع المحبرة إلى المقبرة. أما نحن فلا نفهم إلا أن فترةَ التعلّم محدودة، ولا نفهِم أولادنا إلا ذاك، فهي (شدّة وتزول)، ثم يعلو الكتابَ التّرابُ.
نشأ ناشئ الفتيان فينا يعدّ الأيامَ عدًّا، وينتظر ساعةَ الفراق السعيدة على خلاف ما تكون عليه ساعات الفراق، حتى إذا تمت الأيام وانتهت الدراسة ودّع كتابّه ومزّق أوراقه، ولربما لفرطِ الفرحة ألقاها أمام المدرسة أو بين عجلات السيارات دون أن يراعي لها حرمةً أو يقدر لها قدرًا، وقد رأيت يومًا بعض كتب الدين وغيرها وقد تتابعت عليها عجلات السيارات وهي تستغيث ولا مغيث. إن مثل هذه التصرفات تدلّ على فراغ روحيّ وفراغٍ تربويّ يحتاج إلى مزيد عناية ومعالجة.
إن العلم عبادة، والله لم يجعل لعبادة المؤمن حدًّا في الدنيا إلا الموت، وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ [الحجر:99]، ومع المحبرة إلى المقبرة.
العلماء ورثة الأنبياء، والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع، وإنّ العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم عل العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.
العلم شرف الدهر ومجد العصر وحياة الفكر، ذهب الملك بحرّاسه، وبقيت بركة العلم في أنفاسه، العلم أعلى من المال، وأهيبُ من الرجال، وهو طريق الكمال، قال سفيان الثوري: "لا أعلم بعد النبوة أفضل من العلم". طلب العلم أفضل من نوافل العبادات، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (العلم أفضل من القائم الساجد).
فهذا فضل العلم فعليك به، وكن مع المحبرة إلى المقبرة.
إذا توجهت لطلب العلم فداوم السير وإياك والانقطاع، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وإياك والكسل، فالجبال لا يصعد إليها مُقعَد، والقمم لا يعتليها ضعيف.
وما كل هاوٍ للجميل بفاعلٍ ولا كلّ فعّالٍ له بمتمِّم
فَطَلِّق الكسل، وزاول العمل، واحمل المحبرة إلى المقبرة.
¥