تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (مهوب شغلك)!.]

ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 08, 10:53 م]ـ

الإخوة الأفاضل /

تأملتُ قبل أيام في سبب عجزنا وتكاسلنا ... وضعف يقيننا ... وقصور توكلنا على الله تعالى ... وتفويض أمورنا إليه ...

فوجدتُ أن سبب ذلك - بالجملة - يعود لتخذيل الشيطان ... وتثبيطه ... وتعجيزه.

ثم وجدتُني - دون أن أشعر - أخاطب نفسي ... بنفسي ... وأذكرها، وأحثها، وأوصيها ... بأن علينا العمل، والبذل، الصبر، والمصابرة، وعدم ربط العمل بالنتائج ... وأقول لها يا نفس:

(مهوب شغلك) ...

وبما أننا في آخر الزمان ...

فاسمحوا لي أن أكتبَ .. هنا ...

وأتجرأ ... فأضعُ قاعدة يسيرة في تلك العبارة.

وأعتذر مقدما ... فقد كثُر الأكادميين - الجهال - الذين يضعون القواعد ... ويؤلفون الكتب ... ويضعون الحواشي ... على مؤلفاتهم الفارغة ... مما شجعني لأن أضع تلك القاعدة ....

ونحن في عصر الجميع يتكلم ... ويكتب ... ويُلقي ... دون أن يعرف قدر نفسه .... والله المستعان.

الشاهد:

أني وضعت قاعدة أسميتها ...

قاعدة:

(مهوب شغلك).

وهي من القواعد النافعة - فيما أحسب - فيما يتعلق بالدعاء، والرجاء، والدعوة إلى الله ... وبذل ماتستطيع ... لله تعالى.

وأعتذر مؤخرا ... لكون هذه القاعدة بالعامية ... لكن أحسب أنها ستوضح المقصد بإذن الله.

---

معاني الكلمات:

- مهوب: ليس من.

- شغلك: عملك أو شأنك.

فإذن (مهوب شغلك) تعني: ليس من شأنك.

-

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:31 م]ـ

أخانا الحبيب الشيخ سامي حفظك الله

أولا: رمضان مبارك عليكم

ثانيا: حقوق هذه القاعدة محفوظة والله أعلم لشيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله، كان دائما طريقته في الإجابة على الأسئلة التي فيها تعمق في الاستفسار عن ثواب عمل صالح معين هل هو كذا أم كذا، فيقول للسائل هذا (ما هو بشغلك) أنت افعل ما أمرك الله به ثم ما هو بشغلك يثيبك بكذا أو بكذا هو سبحانه يفعل ما يشاء، أو نحو هذا.

فأنت ذكرتني بالشيخ عبد الرزاق رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.

ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:35 م]ـ

لتوضيح القاعدة ... أذكر قصة يسيرة ... حدثت لأحد الإخوة الأفاضل في العمل ... توضح في مجملها معنى القاعدة.

(جمعان) شاب لدينا في العمل ... ابتلي بـ (دين) لأحد إخوانه ... وقدره (16000) ريال ...

تأخر في التسديد ... فاستُدعي .... ثم أُدخل السجن في رمضان الماضي 1428هـ ...

وكان يُوصَى دائما من إخوانه بالدعاء ... والصدق في اللجأ إلى الله ... وإلحاح الدعاء له سبحانه ... واغتنام الأوقات الفاضلة في ذلك ...

دخلت العشر الأواخر ... وهو في السجن ... وما زال يدعو ...

اقترب يوم العيد ... وما زال يدعو ... ويُلح في الدعاء ... ولم ييأس من رحمة الله ...

جاءه الشيطان وثبطه ... وخذّله ... وأدخل في قلبه اليأس ... لكنه صبر ...

لو استمع وخضع لتثبيط الشيطان ... الذي قال له:

الناس في إجازات ... ولن تخرج من السجن ... وسيكون العيد هنا ... وأولادك لن يفرحوا بالعيد ... إلخ ... لجلس في السجن إلى ما بعد العيد ...

لكنه - أحسبه والله حسيبه - صدق مع الله ... وأيقن بالفرج ... وتنفيس الكرب ... وأن الله لن يخيّب من رجاه ودعاه.

ولسان حاله ... مخاطبا نفسه:

يا نفس (مهوب شغلك) ...

يا شيطان: (مهوب شغلك) ...

يا أولادي (مهوب شغلكم) ....

أنا أدعو الكريم ... الرؤوف .. الرحيم ... وهو أعلم بحالي .. وأرحم بي من نفسي ...

يا نفس ... عليكِ الدعاء والصدق مع الله ...

وكيفية الفرج من الله تعالى ... هو يتولاه .. بكرمه ... وقدرته ... سبحانه وتعالى.

الشاهد /

اتصل بي أحد الإخوة مغرب يوم (29) ليلة (30) وسألني عنه ... وكم المبلغ الذي عليه ... ؟.

فقلت له ما أعرفه عنه ... وفي أي سجن هو ... حيث كان السجن في مدينة تبعد عن الرياض قرابة الـ (80) كيلو.

ثم قال: خيرا.

هذا المتصل ... لا يعرف (جمعان) ... ولم يره من قبل ...

لكن سخره الله له ... وهو أرحم الراحمين ..

أخذ الرجل المبلغ المطلوب بعد صلاة التراويح ... ثم ذهب إلى المدينة التي سُجن فيها الرجل ...

وبحث عنه ... وسأل من يعرفه ... إلى أن وصل إليه ...

ثم طلب من المسئول أن يخرجه ... وهو سيقوم بتسديد دينه ...

يقول (جمعان): لم أصدق نفسي وهم ينادونني باسمي: (جمعان ... خروج) ..

خرج (جمعان) وهو لا يصدق نفسه ...

أخذه الرجل بسيارته ... حتى أوصله إلى الرياض ... ثم وضع معه مبلغا من المال .. يدخل به على أهله ... ويفرحهم به.

انظروا إلى كرم الله تعالى على من دعاه ...

يسخر له رجلا:

- يسدد عنه دينه ...

- ويخرجه من السجن ....

- ويأخذه إلى الرياض ...

- ويعطيه ما تيسر من مال ليدخل الفرح والسرور عليه وعلى أهله ..

أسأل الله أن يعيننا على ذكر الله ... وشكره ... وحسن عبادته.

بعد هذه القصة أقول ... لعل القاعدة اتضحت ... وهي باختصار:

ليس لك شأن في كيفية قضاء الله تعالى للأمر ... أنت فوض الأمر إلى الله ... وتوكل عليه ... وأحسن ظنك به ... ثم انتظر كرم الكريم ... ورحمة الرحيم ... وانظر قدرة القدير ... وما يفعله سبحانه وتعالى.

يتبع بإذن الله ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير