** كان بعض النجارين يبيع الخشب وكان عنده قطعة آبنوس ملقاة تحت الخشب فاشتريت منه فدخل دار الملك بعد مدة فإذا بها قد جعلت سريراً للملك فوقف متعجباً وقال: لقد كنت لا أعبأ بهذه فكيف وصلت إلى هذا المقام? فهتف به لسان المفهم نائباً عنها: كم صبرت على ضرب الفوس ونشر المناشير? حتى بلغت هذا المقام
** إياك والذنوب فإنها أذلت أباك بعد عز (اِسجدوا) وأخرجته من أقطار (اسكُن) مذ سبى الهوى آدم هوى دام حزنه فخرج أولاده العقلاء محزونين وأولاده السبايا أذلة أعظم الظلمة ما تقدمها ضوء وأصعب الهجر ما سبقه وصل واشد عذاب المحب تذكاره وقت القرب كان حين إخراجه لا تمشي قدمه والعجب كيف خطا.
** الدنيا سوق فيها ضجيج الشهوات فإذا اشتغلت بها فمن يسمع المواعظ
** ويحك تبصر عن الهوى تحمد عواقب السلامة فإِنّ المُر حينَ يَسُرّ حِلوٌ , وَإِنّ الحِلوَ حينَ يَضُرُ مُرُّ ف , َخُذ مُرّاً تُصادِف عَنهُ حِلواً , وَلا تَعدِلُ إلى حِلوٍ يَضرُّ , إياك والذنوب فلو لم يكن فيها إلا كراهة اللقاء كفى عقوبة.
** إذا كان القلب نقيا ضج لحدوث المعصية فإذا تكررت مرت عليه ولم ينكر كانت الخطيئة عنده غريبة فاستوحش فلما صارت بليد الطبع لم ينفر. لابس الثوب الأسود لا يجزع من وقوع الحبر عليه
** أيها الشاب: جوهر نفسك بدراسة العلم وحلها بحلة العمل فإن قبلت نصحي لم تصلح، إلا لصدر سرير أو لذروة منبر , من لم يعمل بعلمه لم يدر ما معه حامل المسك إذا كان مزكوما فلا حظ له فيما حمل.
** العاقل صابر للشدائد لعلمه بقرب الفرج والجاهل على الضد كما أن النار إذا اشتعلت في حطب الزيتون لم يدخن بخلاف السوس ألا إن الطبع طفل والعقل بالغ.
** واعجبا يتحبب إليك وهو عنك غني وتتمقت إليه فقير إن تأخرت قربك وإن توانيت عاتبك ما آثر عليك من المخلوقات شيئا وأنت تؤثر عليه كل شيء فنكس رأس الندم قبل العتاب فمالك عن هذا جواب.
صَحائِفُ عِندي لِلِعِتابِ طَويتُها سَتُنشَرُ يَوماً وَالحِسابُ يَطولُ
** لا يحصل خطير إلا بخطر فاخنس في خيسك يا مخنث العزم الربح في ركوب البحر الدر في قعر اليم العلم في ترك النوم الفخر في هجر النفس. من يحب العز يدأب إليه فكذا من طلب الدر غاص عليه لولا التخلل بالعبا ما جاءت مدحة " أنا عنك راض " لأبي بكر " ولولا إرسال البراءة إلى الضرة: طلقتك ثلاثا ما اشتاقت الجنة إلى " علي ". لَو قُرِب الدَرُّ عَلى جٌلاّبِهِ ما لَجَّ الغائِصُ في طِلابِهِ وَلَو أَقامَ لازِماً أَصدافَهُ لَم تَكُنن التَيجانُ في حِسابِهِ مَن يَعشَق العَلياءَ يَلِق عِندَها ما لَقي المُحِبُّ مِن أَحبابِهِ
** وَكُلُ الشَّر في الشَّرِه وكم من شارب شرق قبل الري وإنما اللذة خناق من عسل.
** وقع نحل على نيلوفر فأعجبه ريحه فأقام على ورقه المنتشر فلما جاء الليل تقبض الورق حرصك غيم وعقلك شمس والغيم يحجب القلب عن مشاهدة الآخرة فابعث شمال العزم يمزق شملة شملة.
** إنما المراد من الدنيا ما يصلح البدن ليسعى فيما خلق له فالاشتغال بالتزيد عائد بالنقص في المقصود إن جامع الأموال لغير البلاغ خازن للورثة فهو يحرق نفسه بنار الحرص وينتفع بربح جمعه غيره كانتفاع الناس بعرف العود المحترق.
** أبواب الملوك لا تطرق بالأيدي ولا تضرب بالحجر بل بنفس المحتاج وعذري إقراري بأن ليس لي عذر.
** كيف يصل الى الله من لا يسير وهو في قبضة العوائق اسير الامر كله في حرفين احدهما الاعراض عما سوى الله والاخر الاقبال عليه فمن لم ينقطع عما سواه لم يمله الاتصال به ولا الوصول اليه
** انظر بعين التفكير والاعتبار لو ان طبيبا نصرانيا نهاك عن شرب الماء البارد لاجل مرض من امراض الجسد لاطعته في ترك ما نهاك عنه وانت تعلم ان الطبيب قد يصدق وقد يكذب ويصيب ويخطىء وينصح ويغش فما بالك لا تترك ما نهاك عنه انصح الناصحين واصدق القائلين لاجل مرض القلب الذي اذا لم تشف منه فأنت من اهلك الهالكين
** من يكن شيخ نفسه في الطريق لم ينل رتبة من التحقيق، لا يتم السلوك في الطرق إلا بخفير ومرشد ورفيق
** عسى الله الذي اخرج الورق من الشجر اليابس ان ينقلنا عن الاحوال المبغوضة الى احوال رضية ويبدلنا بهم الدنيا الدنية همما علية فطالما اغاث المجدبين عندما قحطوا وانزل الغيث من بعد ما قنطوا.
** و أخيراُ هذا الهتاف:
" الهي! ما أكثر المُعترضين عليك، و المُعرضين عنك، و ما أقل المُتعرضين لك " زين الدين ابن الجوزي
ـ[عبدالله القاضى]ــــــــ[07 - 08 - 07, 04:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد بن عبدالله التميمي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:51 م]ـ
نفع الله بك يا أُخي
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[11 - 08 - 07, 03:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
واياك