تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إحداهما: خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رؤياه الكريمة أن يسجد في صبيحتها على ماء وطين.

وقد صح أن المسجد وكف بالمطر في صبيحة ليلة إحدى وعشرين، وفي ليلة ثلاث وعشرين. ولم يثبت أن المسجد لم يكف بقية العشر.

قال أبو عبدالرحمن: ولا نستبعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ليلة القدر بتحقق رؤياه بعد ما أنسيها، ولكنه لم يعينها لأمته فأمر بتحريها في الوتر من العشر، وقد قلت لكم إن كل ليلة منذ ليلة العشرين يحتمل أن تكون وترا إلى أن يطلع هلال شوال.

وأخراهما: أن شمس صبيحتها تطلع بلا شعاع.

وما ضمن الله لنا علم ذلك، فقد يكون ذلك أول طلوعها قبل أن تشرق علينا فنراها.

وثالث البراهين: لو كانت ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.

ولو كانت ليلة سبع وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها.

قال ذلك بمقابل أن رجالاً رأوا أنها ليلة سبع وعشرين.

وإذن فكل ليلة من ليالي الوتر ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تفسير للوتر وليست تعييناً لليلة.

ألا فليعلم جميع المسلمين أن المسلم لن يضمن موافقة اجتهاده في العبادة والدعاء لليلة القدر حتى يجتهد العشر الأواخر كلها ابتداء من ليلة عشرين.

واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر غير متنقلة بمعنى أن تكون في عام مثلاً ليلة ثلاث وعشرين، وفي عام ليلة سبع وعشرين. بل هي ليلة واحدة ثابتة معينة فعلم الله مبهمة في علم الخلق.

والبرهان على ذلك أن الله سبحانه قال: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر).

ولم يقل في ليلة قدر.

وبرهان آخر وهو أنها لو كانت متنقلة لكانت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم للدلالة على عام واحد، وليس كذلك سياق الحديث، فسياقه يدل على أنها ليلة ثابتة.

وبرهان ثالث وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في العشر الآواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين.

ولو كانت متنقلة لقال: تارة في تسع، وتارة في سبع.

وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي غير متلو، وما كان ربك نسيا.

واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر عظيمة القدر لقوله تعالى (خير من ألف شهر). فهذا أحد معاني تسميتها.

وهي أيضاً ليلة تقدير لقوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) وقوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).

وهذا شامل لتقدير الأقدار والأرزاق والآجال في تلك السنة.

وتعليل التسمية بأكثر من معنى وارد، فإننا نجد في الصلاة الشرعية جميع المعاني اللغوية لمادة الصاد واللام والحرف المعتل.

وحري بمن تحرى ليلة القدر أن يحسن الله خاتمته وأن يحييه حياة طيبة، لأن الله يمحو ويثبت، وتحري ليلة القدر التجاء إلى الله واستعاذة بقدرته في وقت إجابة وتقدير وسلام إلى مطلع الفجر.

وما أفتيتكم ـ أيها الأحباب ـ إلّا بمقتضى أصول الأخذ بالظاهر التي أرجو أن ألقى الله عليها متمثلاً لمقتضاها غير مغير ولا مبدل ولا صارف بلا برهان.

ولقد بكرت لكم بالحديث عن ليلة القدر قبل أوقات تحريها لتعقدوا العزم في وقت مبكر، ولتوطنوا النفس، وليكون عندكم مهلة للمراجعة إن لم تثقوا بفتواي، والله المستعان ".

ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[28 - 09 - 08, 03:06 ص]ـ

فهذا يعني أن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة عشرين إلى طلوع هلال شوال، وهذا أمر غفل عنه علماء العصر، ولم يتعلمه عوام المسلمين الحريصون على تحري ليلة القدر.

هذا مخالف للسنة الصحيحة؛ ففي صحيح البخاري و غيره من حديث الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه

قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين "

ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 09 - 08, 02:00 م]ـ

قال العالم الموسوعي، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى:

" اعلموا أن ليلة القدر في رمضان خاصة دون سائر العام، والبرهان على ذلك برهان مركب من نصين كريمين.

قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "، فنزول القرآن في شهر رمضان مقدمة أولى.

وقال تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر "، فهذه مقدمة ثانية: أعني نزول القرآن في ليلة القدر.

النتيجة: أن ليلة القدر في رمضان، لأن القرآن نزل في رمضان، ورمضان عدة ليال، وقد نزل في ليلة القدر.

فصح أن ليلة القدر من ليالي رمضان، ..... ".

أطال الله بقاء الشيخ , ويعلم الله أني أحبه في الله.

ولكن , ما أستدل به الشيخ من آيات الكتاب العزيز لاتدل على أن ليلة القدر في رمضان خاصة دون سائر العام , وإنما تدل على أن تلك الليلة التي نزل فيها القرآن وهي ليلة القدر , وافقت شهر رمضان ,فالأيتين لاتدلان على حصر ليلة القدر برمضان دون سائر الشهور , وإنما السنة الشريفة هي التي دلت على ذلك.

وجزاكم الله خير الجزاء.

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير