تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، قَالَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

وعن أبي وائلٍ قَالَ: خطبنا ابن عباس وهو أمير على الموسم، فافتتح سورة النُّور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا، لو سمعته فارس والرُّوم والترك؛ لأسلمت.

عن ابن أبي مُليكة قَالَ: صَحِبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان إذا نزل قام شطر الليل، فسأله أيوب السَّخْتِياني كيف كانت قراءته؟ قَالَ قَرَأ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق: 19] فجعل يرتل، ويكثر في ذلك النَّشيج.

عن ابن أبي مليكة قَالَ: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلي ركعتين؛ فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القُران حرفًا حرفًا، ويكثر في ذلك من النَّشيج والنَّحيب.

عن أبي رجاء قَالَ: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشِّراك البالي من البكاء.

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

ابن عَمِّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرَّضاعة، ولقد أحبه النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد طول عداء؛ وشهد له بالجنة، وقال: أرجو أن يكون خلفًا من حمزة، وقيل: إنه لم يرفع رأسه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياءً منه منذ أسلم.

ولما احتضر أبو سفيان قَالَ: لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت.

وعن سعيد بن المسيب: أن أبا سفيان بن الحارث كان يصلي في الصَّيف نصف النهار حتى تكره الصَّلاة، ثم يصلي من الظهر إلى العصر.

عن سعيد بن عبيد الثقفي قَالَ: رَمَيْتُ أبا سفيان يوم الطّائف فأصبت عينه فأتى النبي فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله، قَالَ: إن شئت دعوت فَرُدَّت عليك، وإن شئت فالجنة، قَالَ: الجنة.

عبد الله بن رواحة:

المتفكر عند نزول الآيات المتصبر عند تناول الرّايات، نعاه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم قتل؛ وهو على منبره - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة.

لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشّام؛ أتاه المسلمون يودعونه فبكى، فقالوا له: ما يبكيك؟! قَالَ: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة لكم، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)} [سورة مريم: 71] فقد علمت أني وارد النار، ولا أدري كيف الصُّدور بعد الورود.

وقيل تزوج رجل امرأة ابن رواحة، فقال لها: تدرين لم تزوجتك؟! لتخبريني عن صنيع عبد الله في بيته، فذكرت له شيئًا لا أحفظه غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين؛ لا يدع ذلك أبدًا.

وعن سليمان بن يسار أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ ابن رواحة إلى خَيْبَر، فَيُخَرِّص بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُود، فَجَمَعُوا حُلِيَّا مِنْ نِسَائِهم، فقالوا: هَذَا لك وخَفِّفْ عَنّا، فقال: يا معشر يهود! والله إنكم لمن أبغض خَلْقِ الله إلي، وما ذاك بِحَامِلي على أن أَحِيف عليكم، والرِّشوة سُحت، فقالوا: بهذا قامت السَّماء والأرض.

وعن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية: "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا" ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادم فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرته قَالَ: يا أهلاه ما الذي أَبْكَاكُم؟! قالوا: لا ندري! ولكن رأيناك بكيت فبكينا، قَالَ: إِنَّه أنزلت على رسول الله آية، يُنبئني فيها ربي - عز وجل - أني وارد النّار، ولم ينبئني أني صادر عنها، فذلك الذي أبكاني.

وإن عبد الله بن رواحة أتى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فسَمِعه وهو يقول: اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد؛ حتى فرغ من خطبته، فبلغ ذلك النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: زَادَك الله حِرْصًا عَلَى طَواعِية الله ورسوله.

وإن عبد الله بن رواحة قَالَ حِينَ أَخَذَ الرّاية يومئذ:

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّه

طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرِهَنَّه

إِنْ أَجْلَبَ النَّاس وَشَدُّوا الرَّنَّه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير