مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّه
قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّه
هَلْ أَنْتِ إِلَّا نُطْفَةٌ فِي شَنَّه
قَالَ ابن إسحاق وقال أيضًا:
يَا نَفْسُ إِلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِي
هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ لَقِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ
إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ
وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيتِ
يُريد جعفرًا وزيدًا - رضي الله عنهما -، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قُتل.
وقبل أن ينزل أتاه ابن عمه بعظم من لحم، فقال: شُدَّ بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة في ناحية النَّاس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه؛ فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله - تعالى -عنه.
تميم بن أوس الداري:
صلى ليلةً حتى أصبح أو كاد يقرأ آية يرددها ويبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)} [سورة الجاثية: 21]
عائشة - رضي الله عنها -:
الصِّديقة بنت الصديق، أفقه نساء الأمة على الإطلاق، المبرأة من كل عيب ونقص - رضي الله عنها -.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ من رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ من النَّبِيِّ أَوْ بِالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال أحد الرواة: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِهَا من النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.
فلما تُوفي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كانت تصوم الدَّهر.
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَارٌ، فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ من الْأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا.
عن عروة بن الزبير قَالَ: كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها.
عن أم ذَرَّة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غرارتين، يكون مائة ألف، فدعت بطبق؛ فجعلت تقسم في النَّاس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فَطُوري، فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم، قالت: لا تعنفيني لو ذكرتيني لفعلت.
ومرت عائشة - رضي الله عنها - بهذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السَّموم، إنك أنت البر الرحيم، فقيل للأعمش: في الصَّلاة، فقال: في الصَّلاة.
أسماء بنت أبي بكر:
ذات النِّطاقين العابدة الصابرة المحتسبة، جعلت من نطاقها سفرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
عَنْ أَسْمَاءَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
وكانت عظيمة الولاء شديدة الاتباع، منعت نفسها عن أُمِّها حتى تعلم أيرضى رسول الله أم لا!!
¥