تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 05:10 م]ـ

علَّمتني الحياةُ أنَّ الرِّضى عن الله هو مفتاحُ السعادة والحياة الطيبةِ وإن كان صاحبُ هذا الرضى عن الله يتقلبُ في النار مكتَّفاً فإنه سيجدها برداً وسلاماً ..... !!!

شيخٌ كبيرٌ في السَّنّ , يسكن المدينةَ المُنوّرةَ , قصدها من أقصى الأرضِ (موريتانيا) سافر إليها والشوقُ يحملهُ على جناحِ اللهفة والالتياع.

جاء للمدينة , وتحقق الحُلُمُ , وحجّ بيت الله , واستَقرّ بها , سكَنَ بقيةَ عمره بها , لا وظيفةَ , ولا عملَ , ولا تجارةَ و لا عقارات , ولا جاه , ولا استثمارات ولا ولا ولا ..... الخ

إنما هو الغُدُوُّ والرواح على حرم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ومضت السنواتُ الطويلةُ والشيخُ على برنامجه الممتلئ بالذكر والصلاة وصلة الأرحام التي يلتقي معها في الجد العاشر وغيره , فضلاً عمن تربطه رابطة دون ذلك.

أنجب الشيخُ وصار ينفقُ على عياله بما يتيسرُ فهو ممن يحسبهُ الجاهل غنياً من التعفف وعزة نفسه , وشاء الله بعد سنوات حافلةٍ بالذكر والطاعة وصلة الرحم والأنس بالله والرضى عنه وانشراح الصدر , شاء الله أن يموت الشيخُ ويلقى ربه , وما هي إلا أيامٌ بعد وفاته ومواراته بقيعَ الغرقَد حتى جاء أحد أهل الخير وتكفل بشراء منزل لبنيه يسكنونه ويستعينون بالسكنى المجانية على نوائب الدهر.

مع أن امتلاك السكن لم يكن هدفاً للشيخ رحمه الله

هناك.!!

تذكرتُ قول الله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ألا تخافوا ولا تحزنوا) فهم لا يخافون مما هم قادمون عليه من مراحل الآخرة , ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم من ضعاف الذراري , وصدق الله يوم قال (وكان أبوهما صالحاً)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير