تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقعتْ على الأردنِّ منه بليّةٌ، هو من الكهانة الكاهنة , (بالحالة الراهنة). قالوا أراد أسداً قانصًا، و قلنا أراد رجلا ناقصًا. قالوا: أراد كلبًا، روع قلْبًا، و مزَّق خِلبًا، و أوسع المهج سلبًا، و قدم ضراغمة غُلبًا، أوطنها غابات غُلبًا و ذاد عنها أشاوس غُلْبا , قلنا: إنما أراد رجلا ركب صعباً، و باع شعباً، و عقَّ لؤيّاً و كعْباً، و سلك بنو أبيه شِعباً، و سلك وحده شِعبًا، و خذلهم في الجلى فملأ القلوب رعباً، و اشتفَّ صُبابة المال، فلم يدع لبائس حلسا و لا لبائسة قَعْباً .. لم يُرد أسداً خادراً، و إنما أراد رجلا سادراً، يظهر في زمن نحس، و يبيع ضفّتي الأردن بثمن بخس، و أين ليث عفَّره بدر بسوط، من شخص كفَّره صدْرٌ بنوط.

أيتها البُحيرة (9)، مالك في حيرة؟ لقد شهدت لبدر بن عمّار بالفتوة، فهل تشهدين لأبي الطيب بالنبوة؟ ... و حدّثي الولي يا (ولية)، أيهما كان عليك بلية، ذاك الذي وردك زائراً، أم هذا الذي وردك خائراً؟ إنهما لا يستويان، ذاك أسد غاب، رِزقُه في الناب، و هذا حلف وِجار، رزقه على الجار، ذاك يعيش على فرائسه، و هذا يعيش على فضلات سائسه، ذاك رمز إقدام، و هذا موطئ أقدام، ذاك ورد الفرات زئيرُه، و هذا جاوز الفراتَ تزويره، ذاك مشغول البال بتربية الأشبال، و هذا مشغول ... بعُرْس الغول.

أيها الصاعد في العقبة، المجاحش عن خيط الرقبة، البائع لجار السوء صقَبه، لا يكن صوتُك الصيت، و لو أحييت البحر الميت.

أيها الخاذل للغزَّى (10)، ما أنت لهاشم ... إنما أنت لعبد العزّى، أغضبت سَراة الحيّ، و أزعجت الميت منهم و الحيّ، من لؤيِّ إلى أبي نُمَيّ. فويحَك، أما تخاف أن تهلك، يوم يقال: يا محمد إنه ليس من أهلك.

كاهن الحي.

ـــــــــــــــــــــــ

• نشرت في العدد69 من جريدة (البصائر)، 28 فيفري سنة 1949

1. سوق العصر عند العامة هو السوق الذي تُباع فيه الأشياء القديمة المستعملة (الخردة و الأسقاط).

2. حيص خيط، و منه المثل: أن دواء الشق أن يحاص.

3. الابتهار ادعاء الفاجر الفجور كاذبا، و الابتئار ادعاؤه صادقا.

4. حبل يشد في عراقي القربة.

5. السماء لأنها مكفوفة.

6. ابن العفيف التلمساني، له نزعات شاذة في الاعتقاد.

7. طعام معروف عند اليهود.

8. بدر بن عمار الذي قتل الأسد.

9. المراد بحيرة طبرية.

10. جمع غاز.

ـ[مصطفي بن سعد المصري]ــــــــ[14 - 10 - 08, 01:05 م]ـ

عفوًا مع اني لستُ متخصصًا في اللغةِ العربية إلا:

في مطلع الرسالة أخي الكريم، رأيتُ أنه من الغريب أن تأتي (إن مع لا).

فأرجوا الإفادة من أهل اللغة والمُهتمين بشؤنها، بارك اللهُ فيكم.

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:54 م]ـ

سجع الكهان (2)

أليّة بتربة الكواهن، ما حازم في أمره كواهن.

ويلٌ للعرب، من حبل قد اضطرب، و شرٍّ قد حلّ و لا أقول قد اقترب. قُسم الويْل، على العميم و الخُويل. فويل للعرب من ملوكهم، وويل للعجم من سلوكهم، وويل للروم من صعلوكهم، جنتْ على الأصفر ناره، و على الأبيض ديناره، و على الأسود فدامته و اغتراره، و على العربي ركْبُه البطيّ، و لسانه النبَطي.

ما أكثر الملوك و أهونَ العنا، و ما أكثر السيوف و أقلَّ الغَنا، سيوف كالدراهم الزيوف، هذه لا تُقني، و تلك لا تُغني، و نعيذ العروبة بالله من ملك لا يدفع، و سيفٍ لا يقطع. أحاجيكم، و لا أناجيكم، مملكة في أفحوص، و عاصمة ليس لها (فحوص)، و دولة بلا صولة، و خزينة من أصفار و خزانة بلا أسفار، و كراسي بلا قوائم و عرش بلا دعائم ... عرش كعش الحمامة، عود من غرَب (1) و عود من ثُمامة.

قد لصَّه (2) قعيده في هيعه ... و ناله بالبيع لا بالبيعه

و سيوف مجرَّبة، تخيّرن من يوم " تُرَبَة"، و جيش درّبه الغير، و جرّبه إلا في الخير، و بطانة مدّ بها الشيطان أشْطاتَه، و حاشية كالماشية، و أسماء بلا مسمَّيات، و مجازات لا حقائق لها، و (مجازات) كلها حقائق، و ملك يأتمر و لا يحجُ و لا يعتمر، يَحسُن فيه التمثيل بملك (التمثيل). بكت الجلالة منه كما بكى الخز من روح (3)، و ضاق صدرها بسرّه و شرّه و من لها بالبوح؟ عشِقها يافعاً، و التمس لوصلها شافعًا، فكان الشافعُ عدوّ وطنه و قومه، و ظالمُ أمسه و يومه، فأين يقع هذا من أرض الله؟

فإن عرفتموه فسلوه من ملكه، بعد ما لاكه و علَكه، و في خرت الإبرة سلكه؟ و من صيَّره غرابَ بين، و جالب حَيْن؟ و من أعجم تعريبه، و أحكم على الشر تدريبَه؟

أنشد ابن خلكان في القرن السادس هذا البيت:

كسِنَّور عبد الله بيع درهم ... صغيرًا فلما شبَّ بيع بقيراط

و قال: إنّ عبد الله هذا لم يعرف أحد من هو؟ فمن لقي ابن خلكان فليخبره أنّ كاهن الحي عرف عبد الله صاحب السنور ...

أيها العربي: الحق سافر، و العدو كافر، و القوي ظافر، فعلام تنافر خصمك إلى خُنافر؟ (4) و يلك إن المنافرة لا تكون إلا في المشكوك، و إن الحق تحميه السيوف لا الصكوك، وويحك إن منافرة الكهنة إلى الكهنة، بالخيبة مرتهنة، مجلس الأمن مخيف، و الراضي بحكمه ووضعه ذو عقل سخيف، إنهم ليسوا من شكلِك، و إنهم متفقون على أكلك.

كاهن الحي

ــــــــــــــــــ

• نشرت في العدد 70 من جريدة (البصائر) 7 مارس سنة 1949

1. الغرب و الثمام: عودان رخوان.

2. لصه: سرقه، و منه اللص.

3. روح بن زنباع المقول فيه: بكى الخز من روح و أنكر جسمه.

4. خنافر بن التوأم الحميري، كان كاهناً في حمير، ثم أسلم على يد معاذ بن جبل، و أخباره مع صاحبه شصار مبسوطة في كتب الدب و كتب الرجال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير