تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موعظة مودع ... كلماتٌ قيمة ... هى آخر ما كتبه سماحة الوالد الشيخ صفوت الشوادفى رحمه الله رحمة واسعة

ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[19 - 10 - 08, 09:32 م]ـ

الحمدُ للهِ، و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ الله، و بعد:

المشايخ الأفاضل، الإخوة الأكارم

كانت هذه الكلمات التى أقدم بين يديها الأن من آواخر الكلمات التى كتبها سماحة الوالد رحمه الله تعالى رحمة واسعة و طيب الله تعالى ثراه.

(خمسةٌ و أربعون نصيحة غالية)

موعظةٌ قيمة ... تستحقُ و الله أن تكتب بماء الذهب.

قال عنها كثيرٌ من أهل العلم و الفضل بأنها موعظة مودع!

يقول الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله عن سماحة الوالد:

و الشيخ - رحمه الله تعالى - كان صاحب قلم مسدد يكتب فى القضايا المعاصرة بنظرة شرعية واعية و لقد ختم كتاباته التى نشرت فى حياته بمقال جيد قال عنه كثير من النابهين و الموفقين (أنه وصية مودع).

و قد كتب فيها خمساً و أربعين نصيحة و مات عن خمس و أربعين سنة فيما يذكرنا بأن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نحر فى حجة الوداع ثلاث و ستين بدنة بعدد سنى عمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. أهـ

و الأن أترككم مع هذه النصائح و العظات علَ الله تعالى أن ينفعنا و إياكم بها.

و الله وحده من وراء القصد.

_ _ _

الدينُ ... النصيحة

بقلم الشيخ العلامة: صفوت الشوادفى

رحمه الله رحمة واسعة

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين؛ محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... و بعد:

ففى خضم أمواج الحياة المتراكمة، و الجرى وراء ملذات الحياة و الغايات المادية الفانية يتناسى الإنسان ما عليه، و يتذكر ما له!!

و هنا يبرز الإسلام كدين عظيم شامل لم يهمل أى جزئية أو موقفاً صغيراً أو كبيراً مما يقع للإنسان أثناء سعيه و كده و تقلبه فى العاملين.

فالإسلام النصيحة؛ و هى تعنى فى جوهرها: إيقاظ المسلم من غفوته، و تنبيهه إلى موضع زلته، و تحذيره من غفلته، و إرشاده إلى الصراط المستقيم الذى يدرك به غايته.

من أجل هذا فإنه ينبغى على المسلم أن يسعى فى نصح إخوانه و أقرانه و أهل زمانه، و قد عاب القرآن على من قبلنا من الأمم أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه؛ أى لا يتناصحون، فاستحقوا بذلك لعنة الله.

و مدح القرآن امتنا بأنها تقيم النصيحة، و تؤدى ما أوجب الله عليها من الأمر بالمعروف، و النهى عن المنكر؛ قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله} [آل عمران:110].

و للنصيحة أثر عظيم، و نفع كبير؛ فرب غافل قد سمع آية من كتاب الله أو حديثاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانتبه من غفلته، و رب عاص سمع مثل ذلك فتاب إلى الله توبة نصوحا، ورب جائر أثر فيه كلام واعظ بليغ فأقلع عن جوره، و أقام العدل فى نفسه و مع غيره.

ولذلك فإن المسلم الناصح ينصح لأخيه المسلم و يبين له عيوبه سراً، و يستره ولا يفضحه؛ و أيضاً لا ينافقه ولا يداهنه ظناً منه أن بذلك يبقى على المودة و المحبة بينهما!! فإنه لا مودة ولا حب إلا فى الله و لله.

و المسلم النصوح عليه أن يقبل النصيحة، و أن يشكر من نصحه لأنه يحب له من الخير و الطاعة ما يحب لنفسه، و يكره له من الشر و المعصية ما يكره لنفسه.

و مع هذا فإن طائفة من الناس لا تصغى لناصحها، وإن أصغت ردت نصيحته بقولهم: "عليك نفسك"!! فأين هؤلاء من هذا الموقف العصيب {وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} [فاطر:37].

وبعد – أيها القارئ الكريم – فهذه جملة من النصائح التى ذكرها أهل العلم نسوقها إليك، عسى الله أن ينفعنا و إياكم بها، وهذا بيانها:

لا تشرك بالله شيئا، و إن قتلت أو حرقت.

و لا تعقن والديك، و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك.

و لا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد أتى بابا عظيما من الكبائر.

و لا تشربن خمرا، فإنه رأس كل فاحشة.

و إياك و المعصية، فإن المعصية تحل سخط الله.

و عليك بالتقوى فإنها جماع كل خير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير