و اعتزل شرور الناس تنج من أذاهم.
و اترك ما لا يعنيك، فإن ذلك أمر محمود.
و اطلب العلم لله، يكفيك القليل.
و انظر إلى العلماء بعين الإجلال، و أنصت لهم عند المقال، و اجعل مراجعتك لهم تفهما، لا تعنتا.
و اعرف زمانك و أقبل على شأنك، و احفظ لسانك، و تحرز من إخوانك.
و لا تغتر بمدح الناس لك، و لا تصدقهم على خلاف ما تعرف من نفسك.
و سلم على من لقيته أو دخلت عليه أو مررت به من المسلمين.
و إذا دخلت منزلك فسلم على أهلك و من فيه،فإن لم يكن فيه أحد فقل: السلام علينا و على عباد الله الصالحين.
و لا تبدأ أحدا من أهل الكتاب بالسلام، و لا تقصدهم بتهنئة و لا تعزية، و إذا سلم عليك أحد منهم فقل له: و عليك.
و استأذن على أمك و ذوات محارمك إذا أردت الدخول عليهن.
و استأذن دائما بقولك: السلام عليكم، أأدخل؟ فإن أذن لك، و إلا فارجع.
و لا تنظر إلى عورة أحد إلا لضرورة، و لا تظهر عورتك لأحد إلا زوجتك.
و لا تخل بامرأة أجنبية عنك ليست من محارمك، حتى لا يكون للشيطان عليك سبيل.
و أمر أولادك بالصلاة إذا بلغوا سبعا و اضربهم عليها إذا بلغوا عشرا، فإنك مسؤول عنهم أمام الله.
و غض بصرك عما حرم الله، تجد حلاوة الإيمان في قلبك.
و لا تحدث الناس بما يكون بينك و بين زوجك، فإن ذلك عليك حرام.
و عليك بالسواك،فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.
و أكرم جارك، و ضيفك، فإن ذلك من أخلاق المسلمين.
و إياك و الكذب و النميمة، فإن كليهما خلة ذميمة.
و لا تهجر أخاك فوق ثلاث ليال، و خيركما الذي يبدأ بالسلام.
و لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي.
و إذا انتهيت إلى مجلس فسلم و اجلس حيث ينتهي بك المجلس، و إذا أردت الانصراف فسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة.
و إذا شربت فناول من عن يمينك، و إذا سقيت قوما فكن آخرهم شربا.
و إياك أن تأكل أو تشرب بشمالك، فإن ذلك من فعل الشيطان.
و إذا أردت أن تأكل فسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك، و لا تنفخ في طعام أو شراب، و احمد الله في آخره.
و إذا أردت قضاء الحاجة فاستتر من الناس بعيدا عنهم و لا تحدث أحدا ما دمت تقضي حاجتك، فإن ذلك ممقوت.
و إذا تثاءبت فاكظم ذلك ما استطعت، وضع يدك على فمك، و اغضض من صوتك إذا تكلمت.
و إذا عطست فاحمد الله بصوت مسموع، و إذا عطس عندك أحد فقل له: يرحمك الله، و يقول هو لك: يهديكم الله و يصلح بالكم.
و إذا كنت في ثلاثة، فلا تتناجى مع أحدهما دون الثالث، لأن ذلك يحزنه.
و إياك أن تتداوى بالحرام، فإن الله لم يجعل الشفاء في حرام.
و حافظ على عيادة المريض، و لا تطل الجلوس عنده.
و لا تكلف أجيرك من العمل ما لا يطيق.
و ارفق بالدواب في ركوبها و الحمل عليها، فإنها لا تستطيع• الشكوى، و لك في الإحسان إليها أجر و في الإساءة إليها وزر.
و لا تلبس الحرير أو الذهب، فإن ذلك على الرجال حرام، و البس القصير من الثياب فإنه أنقى لثوبك و أتقى لربك.
و إياك و القمار فإنه موجب لغضب الله.
و لا تأكل من حرام، فإن ذلك يرد الدعاء.
و لا ترفع صوتك في بيت الله و لا تنشد به ضالة، فإن ذلك منهي عنه.
و إذا تكلمت فقل خيرا أو اصمت، فإن في السكوت سلامة.
و عليك بالجليس الصالح فإنه خير من الوحدة، و الوحدة خير من جليس السوء.
و إذا فتح لك باب خير فسارع إليه، و اثبت عليه.
و إياك أن تمشي بين الناس بالنميمة، فإن ذلك يو جب عذاب القبر.
و إياك و الحسد و الغل و الحقد و البغضاء و سوء الظن، فإنها أمور مذمومة.
و أحسن قراءة القرآن، و استمع إليه، و تدبر معانيه، و اعمل بما فيه، و سارع دائما إلى امتثال أمر الله، و اجتناب نهيه.
كن صادق الكلمة فلا تكذب، ووفي العهد و الوعد فلا تخلف.
عليك بالصبر و الشجاعة و كتمان السر و الصراحة في الحق، و اعترف دائما بخطئك.
عليك بالوقار و إيثار الجد دائما و لا تمزح إلا صادقا، و تواضع للناس في غير ذلة و لا خضوع و لا قلق، و خير التواضع ما كان لفقير و يتيم و مسكين و أرملة.
أكثر من المشورة تصل إلى الصواب.
و عليك بالقناعة فإنها مال لا ينفد.
و اعلم أن الموت آت، و كل آت قريب، فأكثر ذكره و اجعله يصرفك عن الرغبة في الدنيا و يحملك على التقوى.
وبعد ... اخى القارئ الكريم، ما هو وجه إنتفاعك بهذه النصائح، أهو مجلاد قراءة عابرة لإحدى صفحات المجلة؟ أم تأمل لكنه لا يلبث أن يزول فى متاهات دنياك؟ أم هو تبصر و عزم ثابت للعمل بكل ماهو مفيد؟
أخي القارئ، بإمكانك الانتفاع في نفسك و نفع غيرك فترشدهم إلى الخير، و الدال على الخير كفاعله، و ذلك بكتابة هذه النصائح على لوحات ووضعها في الأماكن العامة و المساجد أو قراءتها في المحاضرات أو على جيرانك و أهليك، و قبل ذلك كله على أسرتك أو بأي طريقة أخرى تراها مناسبة.
و لكن ... الحذر الحذر من أن تدعو غيرك من غير إقامتها فى نفسك، فتكون ممتثلاً قول الشاعر:
وغير تقى يامر الناس بالتقى ..... طبيب يداوى و الطبيب مريض
و أخيراً أخى المسلم عليك بتقوى الله فى السر و العلن، لتفوز بالسعادة فى الدارين. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و آله و صحبه.
_ _ _
* كانت هذه المقالة قبل الأخيرة التى كتبها الشيخ - رحمه الله - قبل مماته.
_ _ _
للفائدة:
ترجمة الشيخ - رحمه الله - و دروسه و خطبه ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=129)
عدد خاص من مجلة التوحيد المصرية عن الشيخ - رحمه الله - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150152)
_ _ _
و لا تنسونا من صالحِ دعائكم.
و دمتم لأخيكم المحب.
¥