تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو ز كريا الجزا ئري]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:53 م]ـ

ليس التعطل مشكلة فردية، بل هو أزمة اجتماعية. ومن المستحيل قطع دابر هذا التعطل بالنصائح والتذكير، مهما ارتفعت فيها حرارة الإخلاص، ومهما سيق فيها من آيات الله والحكمة!! لأن الضوائق الاقتصادية الناشئة عن طغيان الاستعمار الداخلى فحكمة الحلقات، بل هى تخلق التعطل خلقا، وستظل السبل ملأى بالمتعطلين والمتسولين الأصحاء منهم، أو أصحاب العاهات، إلى أن تفض هذه الحلقات المضروبة، وإلى أن يصبح العمل ضريبة يلزم بها كل فرد، فإما دفعها واستحق الحياة، وإما دفع دونها دمه وأخلى الطريق للعاملين .. وقد سُنت أخيرا قوانين للعمل قاربت مثيلاتها فى أوروبا، وحددت أجور العمال فى مصالح الحكومة وأنواع الشركات. ولكن العمال الزراعيين يشتغلون شهرين من العام بأتفه الأجور، ثم يتعطلون سائر العام وهم يأكلون لقمتهم مغموسة بالسم ـ كما يقولون. وكثيرون من أبناء الأمة موارد رزقهم مبهمة، ونهاية حياتهم مظلمة. ولو وجد هؤلاء أبواب العمل لاقتحموها، ولكان إنتاجهم فيها مضرب الأمثال.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير