تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدَّا "

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " .. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها! من ينال هذه المنة؟ من ينال ذا الشرف؟ من يبلغ هذه المكانة؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: " أين علي بن أبي طالب؟ ".

ما أسعد العبد إذا أحبه الله!

محبته تعني السعادة .. الإيمان .. التُقى .. الجنة .. السعادة الحقيقة .. وكل النعيم!

إذا أحبك .. أعطاك .. وأغناك .. وأقناك .. ووقاك .. وحماك .. وهداك .. واجتباك .. وتفضل عليك بما لا يخطر على بالك .. ودفع عنك الشرور .. ويسر لك الأمور .. يرضى عنك ويرضيك .. " ورضوان من الله أكبر ".

في الحديث القدسي: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و إن سألني لأعطينه، و لئن استعاذني لأعيذنه "

لا ينظر العبد إلا إلى ما يحبه الله .. إذا أبصر أبصر بالله .. ولا يسمع العبد إلا ما يرضاه الله .. إذا سمع سمع بالله .. لا تبسط يده إلا في البر .. ولا تمشي رجله إلا في طريق خير.

قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانا فأحبه .. فيحبه جبريل .. ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه .. فيحبه أهل السماء .. ويوضع له القبول في أهل الأرض "

هنيئا لعبد أحبه رب الأرض والسماوات

هنيئا لعبد ذكر اسمه رب الأرض والسماوات

هنيئا لعبد ذُكر اسمه في السماوات

هنيئا لعبد أحبه جبريل، فنادى باسمه في السماوات

هنيئا لعبد أحبه أهل السماوات

هنيئا لعبد وَضَعَ له القبولَ في الأرض ..

ربُّ الأرض والسماوات

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:05 م]ـ

(4)

رفيع عالٍ في همته من طلب محبة رب العالمين .. وفاطر الخلق أجمعين .. ولن تجد في الوجود أغبطَ حظا منه .. ولا أرفع منزلة عنه .. فلله دره من طالب .. ولله درها من منزلة!

سبحانه .. يخلق من عدم .. ثم يهدي من ضلال .. ثم يتفضل بالحب.

من أعظم ما يدلك على حب الله لك: أن تكون محبوبا من أهل الخير في الأرض

ومن أعظم ما يدلك على بغض الله لك: أن تكون مبغوضا من أهل الخير والديانة

ومما يدل على حب الله: البلاء!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، و إن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة "

ومن أعظم دلالات المحبة: الشوق!

دعا – أصدق الخلق في محبة الله – فقال: " وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة "

وخُيّر بين أن يكون ملكا في الدنيا ثم الجنة، وبين أن يلقى ربه .. فأجاب بالحال والمقال .. أما الحال فرفع يده .. وأما المقال فقال: " بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى ".

بلغ شوق الصحابة إلى ربهم مبلغه، فسألوا رسوله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟

زعمت اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه: " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه " .. فامتُحنوا: " قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " .. فبان كذبهم!

إلهي .. اصطفيت عبادا لمحبتك فكانوا منارا

إلهي .. اصطفيت عبادا لمحبتك فأسعدتهم نفوسا ودارا

إلهي .. اصطفيت عبادا لمحبتك فألبستهم من حلل المفاخر أنوارا

إلهي .. اصطفيت عبادا لمحبتك عدلا منك وإحسانا

اللهم فأهلنا لمحبتك

وأدخلنا في زمرة من تحبهم .. بفضلك ورحمتك

واشملنا معهم برداء تأييدك ومبرتك

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 10:17 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير