في الجنة .. في دار الكرامة .. يتذكر الفائزون أعظم نعمة في الدنيا أنعمها مولاهم عليهم: " وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "!
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينة علينا
وثبت الأقدام إذا لاقينا
إنه التوفيق من الله .. أعظم نعمة من السماء
اللهم إنك هديتنا إلى الإسلام من غير أن نسألَك
فلا تحرمنا الجنة ... ونحن نسألُك
يقول الله تعالى: "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " .. ويقول جل وعلا: " ِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
قال شعيب عليه السلام: " وما توفيقي إلا بالله "!
وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
" اللهم رحمتك أرجو
فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت "
إذا اختلط عليك الطريق .. واحتوشتك الفتن
واضطربت عليك وجوه الرأي
فافزع إلى من بيده حبائل التوفيق
الهادي إلى الصواب – جل وعلا –
وقل:
" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل
فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك ..
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "
إن العبد إذا كان بالله موصولا .. عليه متوكلا .. فإنه حري أن يوفق
أما إذا كان معتمدا على حوله وقوته وطوله .. فما أحراه بالخسران
هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، تستغلق عليه المسألة، فيستغفر الله ألف مرة ليفتحها عليه .. ويمرغ وجهه في التراب: اللهم فهمني كما فهمت سليمان عليه السلام.
ولما كان العلماء هم أعرف الخلق بالله، ترى أحدهم قد صنف كتابا فأجاد، وبلغ في الوسع والاجتهاد، ولا يفوته أن يكتب: (والله الموفق) .. (وفق الله الجميع) .. (نسأل الله التوفيق والسداد)!
من علامات التوفيق:
= بركة العمر: وتأمل عمر النووي (42) وحافظا الحكمي (35) وما خلفاه من علم!
= أن يكون العبد مشتغلا بما خلق له: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
= أن ييسر له إلى أعمال بر ما كان يرتب لها ولا يقصدها.
= أن يكون مصروفا عن المعاصي والفتن.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 10:31 م]ـ
من أسباب التوفيق: انخلاع العبد من حوله وقوته!
فيسلم بين يدي الله تعالى، ويجعل الحول والقوة كله بيده سبحانه .. ولذلك أُمرنا إذا قال المؤذن: " حي على الصلاة " أن نجيب: "لا حول ولا قوة إلا بالله " .. فلا حول لنا ولا قوة، وليس لنا أن نجيب النداء فنصلي ونركع ونسجد؛ إلا بعونه وتوفيقه تعالى.
إن إعلان الفقر إلى الله أعظمُ ما تُستمطر به الخيرات .. وكان نبيكم – صلى الله عليه وسلم يدعو -: " اللهم رحمتك أرجو .. فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ".
قيل: إذا لم يكن عون من الله للفتي ... فأول ما يجني عليه اجتهادُهُ!
ومن أسباب التوفيق: التوكل!
وهو صدق الاعتماد على الله .. ودعاء من نزلت به ضائقة: " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب " .. فإن صدق، فقد وُفِّق .. والتوفيق إلى الصدق في التوكل يحتاج توفيقا!
ومن أسباب التوفيق: الاجتهاد والتقرب!
قال الله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا " .. وفي الحديث القدسي: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " ..
طاعتك، وحسن سريرتك، وبرك بوالدتك، يغلب على الظن أنها أعظم أسباب التوفيق.
ومن أسباب التوفيق: الدعاء!
وسل ربك التوفيق فيها .. وأخلص في السؤال إذا سألت
وأكثر ذكره في الأرض دأبا .. لتُذكر في السماء إذا ذكرت
ونادِ إذا سجدت به اعترافا .. كما ناداه ذو النونِ بنُ متىَّ
ومن أسباب التوفيق: التقوى!
¥