تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. قد قلت ما قلت إن صواباً فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفاراً.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

أيها الناس: إن المسلمين بعامة لفي حاجة ماسة إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدخل، إلى القلم الملهم الذي يأخذ بلب قارئه صدقاً ونصحاً وصفاءً، ينشر الحق ويحي السنة ويدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، .. وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ ... (سورة البقرة 282)

إن القلم أمانة وحملته من بني الإسلام كثر، غير أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً، وما كل من حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذا لفت علماء الإسلام الانتباه إلى صفات وضوابط لا يسع الأمة إهمالها، ولا ينبغي أن يقصر فيها كاتب أو ذو قلم، أو من جهة أخرى -من قبل القراء وأمثالهم- إلى عمن يتلقون ما ينفع، ولمن يقرؤون ما يفيد، ومن يؤخذون ولمن يذرون، فتكلموا عن كون الكاتب مسلماً مستقيماً ليؤمن جانبه ويثق فيما يسطره بنانه، حتى لا يذوق القراء مرارات يتجرعونها ولا يكادون يسيغونها غير مرة.

كما تكلم علماء الإسلام أيضاً عن كون الكاتب ذا علم وبصيرة، وأن يقتصر صاحب التخصص على تخصصه، فلا يتحول الكاتب بقلمه من كونه صحفياً إلى كونه فقيهاً مفتياً، ولا من كونه أديباً إلى كونه طبيباً، ولا من كونه مفكراً إلى كونه وصياً وصاية مطلقةً على أفكار القراء ومصادر تلقيهم، وحاد الجميع في ذالكم أن يكون المرجع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإن من أهم ما بينه علماء الإسلام والناصحون منهم، أن يكون صاحب القلم متصفاً بالعدالة والإنصاف، وإدراك معنى الحوار السليم، لأن الكاتب الجائر ليس له قائد في فكره وقلمه إلا الهوى والتدليس، والتلبيس والتهويش والتشويش، ولربما زاد ونقص وحرف وأول، فكان كمن وصفهم الله بقوله .. تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ... (سورة الأنعام 91)

وإذا كان الناس يكبون على وجوههم في النار بسبب حصائد ألسنتهم، مع أن اللسان يفنى وينقطع حديثه، فما ظنكم بالقلم الذي يطول تسطيره، ويبقى حياً وإن مات صاحبه وأضحى فتاتاً.

قلمان لو تعرفهما لعرفت نوع مدادي

قلم الرزين وعكسه قلم السفيه الصادي

فاختر لنفسك واحدا ينجيك يوم معاد

هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية، محمد بن عبد الله صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيه بكم أيها المؤمنون فقال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (سورة الأحزاب 56)

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن خلفاءه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجود وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، اللهم إن خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 06:06 م]ـ

سُبحان من جمَّل هذا الرجلَ وصنوَهُ السديس بسداد المنطق وبلاغة القول وفصاحة الكلم وقوة التأثير.!!

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:27 م]ـ

أبو زيد الشنقيطي

شكراً لثنائك عليهما

جزاك الله خيراً

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[05 - 11 - 08, 01:23 م]ـ

للرفع والنفع إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير