والآيات في تقرير هذه السنة الإلهية كثيرة في القرآن الكريم وإذا ما نظرنا إلى الكوارث التي تحل اليوم بالكفرة الأمريكان وحلفائهم في ضوء هذه الآيات الكريمات والتي تمثل سنة الله عز وجل في أخذه للظالمين لرأيناها تنطبق عليهم تمام الانطباق فما من ظلم وقعت فيه الأمم السابقة التي أهلكها الله عز وجل إلا وقد اجتمع في أمة الكفر المعاصرة وذلك في أعتى صوره وأبشعها ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1 - كفرهم بالله عز و جل سواء الملحد منهم أو القائل بعقيدة النصارى في التثليث وتأليه عيسى عليه السلام وسعيهم في الأرض فساداً بنشر عقيدة النصارى الوثنية وتسخير المليارات للجمعيات التنصيرية لنشر الشرك والكفر في أمم الأرض.
2 - الفساد الأخلاقي المريع الذي لم تصل إليه البشرية في تاريخها الماضي الطويل حيث استباحة الزنا وشرب الخمور وهتك الأعراض وتفكك الأسر بل وصل بهم الفساد والإباحية إلى أن يكون للشواذ والشاذات جنسياً جمعيات ومؤسسات مرخصة لفعل اللواط والسحاق.
3 - الفساد المالي الذريع وقيام اقتصادهم على الحرية المطلقة الفوضوية والتي عمودها الربا المضاعف والبيوع المحرمة وتسلط القوي على الفقير، ونشر ذلك في أمم الأرض وإفساد اقتصادها.
4 - ظلمهم لشعوب الأرض ولا سيما المسلمين في أوطانهم حيث جاءت جيوشهم الجرارة واحتلت بعض بلدان المسلمين وقتلوا النساء والأطفال وسرقوا ثرواتهم وعذبوا أبناءهم في السجون وشردوهم من ديارهم.
5 - حصارهم للمسلمين في ديارهم حتى مات من جراء ذلك مليون طفل في العراق وكذلك ما قاموا به من حصار الفلسطينيين المستضعفين في غزة وقطع موارد الحياة عنهم. وسبحان الله وبحمده الذي جازاهم بجنس فعلهم فحاصرهم في ديارهم حصاراً اقتصادياً لم يجدوا منه مخرجاً.
6 - القضاء على الجمعيات الخيرية المنتشرة في بلدان المسلمين وبخاصة في دول الخليج التي كانت تكفل أيتام المسلمين وفقراءهم ودعاتهم فتعطل كثير من هذه الجمعيات وتوقفت الإغاثات التي كانت تقوم بها.
7 - ظلمهم للمسلمين في أديانهم وأخلاقهم حيث تدخلوا في عقائد المسلمين ومناهجهم وعقولهم وسعوا عن طريق المنافقين من المسلمين في تبديل الدين وإفساد الأخلاق بالقنوات الفضائية والإباحية.
8 - ظلمهم لشعوبهم بإغراقهم بالدين والقروض الربوية التي عجزوا عنها بعد أن امتصوا دماءهم واستولوا على أملاكهم وأخرجوهم منها بعد أن عجزوا عن السداد. وأصبح 10% من طواغيت المال والربا يتحكمون في 90% من الناس في بلادهم هم تحت رحمة هؤلاء الظلمة الطواغيت.
هذه مجرد أمثلة لظلم هذه الأمة الطاغية فهل بعد هذه المظالم من ظلم، ولقد عذب الله الأمم السالفة وأهلكها بظلمها وكفرها الذي إذا قيس بظلم هذه الأمة الطاغية لا يساوي عنده شيئاً ومع ذلك فقد حلم الله عز وجل عنهم وأملى لهم إنه حليم حكيم عليم خبير. والآن نشهد بدايات عقوبة الله عز وجل لهم وانهيارهم ولعذاب الآخرة أكبر. فهل بعد هذا يسوغ لمن يتكلم عن هذه الكارثة الاقتصادية أن يغفل الأسباب الحقيقة لها وينسى سنة الله عز وجل في الظالمين (فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا. أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزة من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا) [فاطر:44،43].
ومع وضوح هذه الآيات ودلالتها القاطعة على سنة الله عز وجل في إهلاكه الظالمين إلا أنا نجد من المفتونين من بني جلدتنا من يرفض هذا التفسير الرباني ويسخر من أهله ومثالاً على ذلك ما كتبه محمد المحمود هداه الله في جريدة الرياض 23/ 10/1429هـ العدد (14731) حيث يقول: (ابتهج خطاب الجهل بهذه الأزمة المالية العالمية التي طالت العالم المتحضر خاصة وأن عمق الأزمة ومنشأها في الولايات المتحدة، التي يكنّ لها خطاب الجهل الكثير والكثير من العداء. ابتهج خطاب الجهل إلى درجة الشماتة - كسلوك بدائي ملازم له - وظن أن هذه الأزمة هي بداية النهاية لعدوه التاريخي المفترض، مطعماً كل هذه الشماتة بقراءة تقليدية بحيث تستحيل الأزمة المالية – في تفسير خطاب التقليد – إلى عقاب إلهي، يكون مقدمة لـ"الوعد الصادق" الحلم الذي يتراءى له بين اليقظة والمنام!) فالحمد لله الذي هدانا للحق وعافانا
¥