تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد أن علمنا السبب الحقيقي لانهيار أمة الكفر اقتصادياً من خلال الآيات القرآنية السالفة الذكر ومن معرفة سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين، نتعرف في هذه الوقفة وبصورة سريعة على ما أجراه الله عز وجل على أيدي الكفرة أنفسهم من السياسات والممارسات الجائرة التي دمروا بها أنفسهم، وأخربوا بيوتهم بأيديهم بتبنيهم النظام الرأسمالي الربوي المتوحش، وهذا ضرب من عذاب الله عز وجل وجند من جنده سبحانه سلطه عليهم، وإن هذا الإعصار العاتي عليهم ليس وليد اللحظة وإنما هو وليد نظامها السياسي والاقتصادي القائمين على الظلم الذي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة وذلك نتيجة تراكم العمل بالنظام الاقتصادي الليبرالي خلال عقود مضت. وإن ما يحدث الآن عبارة عن نتيجة حتمية لسياسات ظالمة تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية بلغت ذروتها في الثمان سنوات التي حكم فيها بوش. وهي مؤشر لنهاية النظام الرأسمالي المتوحش ونهاية للهيمنة الأمريكية. ومن الأمثلة على هذه السياسات الظالمة التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والتي تعصف بالاقتصاد الأمريكي:

1 - أزمة الرهن العقاري والقروض الربوية: حيث كانت المؤسسات المالية تعطي قروضاً لتمليك لعقار للمواطن العادي الذي أصبح عاجزاً عن أن يسد هذه القروض بفوائدها الربوية التي قد تبلغ إلى 105% فحصل فشل في جمع هذه الأموال من المواطنين فاستولت البنوك المقرضة على البيوت وباعت بعض البنوك قروضها إلى بنوك أقوى منها بالتخفيض على البنوك القوية التي باعت بدورها هذه القروض إلى بنوك أقوى منها وهكذا حتى خرج البيع إلى أوربا ومناطق أخرى من العالم ثم لم يستطع الجميع استرداد هذه القروض فحصل العجز في السيولة وانهارت كثير من المصارف والبنوك وفي الوقت نفسه حرم المواطنون من بيوتهم وأخرج بعضهم منها وحصلت مشاكل اجتماعية كبيرة من جراء ذلك وصلت إلى القتل والانتحارات، وبيع بعض البيوت بثمن بخس أقل من قيمتها الحقيقية فحصل العجز في السيولة.

2 - أزمة سوق الإقراض الطلابي.

3 - وأزمة إقراض السيارات.

4 - وأزمة البطاقات الائتمانية بدون ضمانات.

وكل هذه الأزمات شبيهة بأزمة الرهن العقاري حيث عجز الطلاب عن تسديد ما عليهم للبطالة وعدم العمل وأصحاب السيارات والبطاقات الائتمانية كذلك. وكان من جشع هذه المؤسسات الإقراضية أنها تركت الضمانات لجذب الناس فحصل ما حصل من عجز الناس وانهيار هذه المؤسسات لفقد السيولة.

كل ذلك من شؤم الربا المضاعف المتوحش والجشع المريع.

5 - الإنفاق على حرب العراق وأفغانستان ومحاربة الإرهاب:: حيث أنفقوا مئات المليارات من الدولارات في ذلك وسيأتي تفصيل هذه الأرقام في وقفة تالية إن شاء الله تعالى.

6 - فتح الباب والحرية الاقتصادية المتوحشة لجميع المؤسسات المالية والبنكية والشركات المساهمة دون رقيب ولا حسيب مما جعل هذه المؤسسات الاقتصادية مكاناً للمضاربات والمقامرات والمغامرات الاقتصادية وصناعة اقتصاد وهمي سهل الكسب فهي أموال طازجة ساخنة وأرباح بالساعة واليوم بل في نفس اللحظة، قبل أن تبرد كعكة القمار. فالأمر لا يتعلق بمتاجرة في سلع خدمية تباع ويحصل عليها مقابل ثمن معين ولا بسلعة إنتاجية تحتاج إلى تكاليف إنتاج مدة زمنية لإنتاجها وتخزينها ثم بيعها، وقد يصل مدة التسويق إلى عام أو أكثر حتى يتبين الربح فيها من الخسارة. وإنما الأمر في هذه الأسواق يتعلق بسلع وهمية معظم الذين يتاجرون فيها لا يملكونها، وقد تتم صفقات ضخمة بالمليارات لشراء أسهم وبيعها بفارق زمني يسير قد يكون في بعض الأحيان دقائق أو ساعات قبل أن يدفع ثمنها المشتري وقبل أن يقبضها وتسجل باسمه رسمياً فيحقق أرباحاً طائلة دون أن يدفع سنتاً واحداً. وهكذا يتحكم كبار المتعاملين في البورصات ويحققون أرباحاً هائلة من الاستثمارات بأموال وهمية وإضافة إلى ذلك أصبحت القيمة السوقية لهذه البورصات والأسهم لا تمثل القيمة الحقيقية لها. فقيمة الأسهم المتداولة فيها لا يساوي قيمة الموجودات والأصول الحقيقية لهذه الشركات فأصبح هناك أرقاماً هائلة من المال هي وهمية فإذا أخذ هذا على مستوى البنوك والمصارف والمؤسسات المالية العملاقة في أمريكا نجد أن قيمة هذا الفرق الوهمي يفوق كثيراً مجموع الدخل القومي الأمريكي بما فيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير