تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والاقتصاديون الإسلاميون استحوذ على تفكير الكثير منهم العمل على إثبات إباحة بعض المعاملات الاقتصادية، وحشد الأدلة الفقهية والأصولية لجواز التعامل بالأسهم مثلاً، والبعض الآخر مشغول بتقسيم الأسهم إلى نظيفة ومختلطة ومحرمة، وقليل منهم مشتغل بنقد النظام المالي الحالي، ومن هو مشتغل منه بذلك فإنه عاجز عن إيجاد رؤية اقتصادية سياسية تستثمر هذا النظام المهترئ الذي هو عرضة للسقوط في بعث الروح في النظام الاقتصادي الإسلامي فضلاً عن المساهمة في إيجاد رؤية إستراتيجية لإصلاح أحوال هذه الأمة المنكوبة ..

كنت أتمنى أن يعي بعض الإخوة من طلبة العلم والمشايخ أن الأمر أكبر من مجرد إباحة إجراء في معاملة أو إباحة المعاملة نفسها لأن فريقاً من الفقهاء قال بها، وأنها تساهم في التخفيف عن الناس، وكم أتمنى أن تكون هذه الكارثة الاقتصادية، تنبيها لجميع المشتغلين بالاقتصاد الإسلامي بما فيهم طلبة العلم والمشايخ على أن الوقت قد حان لتحرير عقولنا أولاً من هذا النهج، والميل إلى الصرامة في اتباع أوامر الحكيم الخبير، لا سيما في مثل هذه القضايا التي تمس عموم الخلق ..

هل تكون هذه الأزمة مفتاحاً لتغيير حقيقي في تناولنا لأحكام الشريعة الإسلامية، نسأل الله ذلك). [عن موقع المسلم في 18/ 10/29هـ]

الوصية الرابعة / إلى دعاة الأمة ومجاهديها

أُجمل هذه الوصايا في النقاط التالية:

* إن المستقبل لدين الإسلام بإذن الله تعالى وما هذا الانهيار الذي حل بالكفار المعتدين وظهور رايات الجهاد في أكثر من بلد إلا من بشائر الظهور لهذا الدين وأهله، ولكن بشرط أن يكون الدعاة والمجاهدون على مستوى هذه الغاية الشريفة في صحة الفهم والاعتقاد، وحسن القصد وصفاء النيات ووحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف والاستعانة بالله وحده مع الأخذ بالأسباب. لذا يجب أن نحاسب أنفسنا ونكمل ما نقصها من شروط النصر والتمكين، لعل الله عز وجل أن يظهر دينه ويمكن لأوليائه على أنقاض الإمبراطورية الأمريكية التي بدت علامات انهيارها.

وعلى الدعاة أن يبثوا هذا الأمل في الأمة ويحيوها من سباتها ويأسها. ومن الغريب ما يتردد على لسان كثير من المفكرين والمحللين السياسيين من السؤال عمن سيخلف القطب الأمريكي بعد انهياره فبعضهم – ومنهم بعض الإسلاميين – يرى أن الصين هي المرشحة لذلك وبعضهم يرى الهند وبعضهم يرى عودة الروس إلى قوتهم، ولم نر من قال إن المرشح هو الإسلام ودولته السنية وما ذاك إلا من الهزيمة النفسية التي تراكمت على كثير من المسلمين حتى وصلت بهم إلى حالة من اليأس والإحباط.

وهنا يأتي دور الدعاة والمجاهدين في إحياء الأمة وتغيير هذه النفسية وبث الأمل والعزة فيها نظرياً بالكتابة والدرس والخطابة والتربية العلمية على ذلك. وعملياً بالدعوة والتضحيات وتكاتف جهود الدعاة والمجاهدين في الدعوة إلى الله عز وجل ونصراً ودعماً للمجاهدين في سبيل الله عز وجل.

* توظيف هذه الأزمات المالية في نصح الأمة وبيان عظمة هذا الدين وأحكامه الشرعية ومن ذلك تحريم الربا ووعظها في ترك ما يسخط الله عز وجل ولا سيما في مجال المال والاقتصاد والاتعاظ بما حل بالكفرة المرابين وبما حل بأهل المقامرة في الأموال الوهمية المتاجرين بالأسهم التي ليس لها غطاء حقيقي من المال أو ينقصها التقابض الشرعي الذي هو من شروط البيع والشراء.

* تقوية عبادة التوكل على الله عز وجل في قلوب الناس ولا سيما في أجواء هذه الكوارث المالية التي غالباً ما يصاحبها الهلع والخوف على الرزق والمستقبل مما يدفع بكثير من الناس إلى التعلق الشديد بالأسباب ونسيان مسببها عز وجل. وهنا يأتي دور الدعاة وأهل العلم في تطمين الأمة وربطها بالخالق الرازق الرحيم اللطيف سبحانه وتعالى، وإحسان الظن به عز وجل وأنه هو الغني الحميد الضامن لرزق عباده وهو مسبب الأسباب إن شاء نفع بها إن لم يشأ لم تنفع.

ومن إحسان الظن به سبحانه الاطمئنان إلى أن عاقبة هذه الأزمات ستكون خيراً وعزة للإسلام والمسلمين إن شاء الله تعالى ولو ظهر ما ظهر فيها من بعض الأضرار التي تلحق ببعض المسلمين المتورطين في الربا تكفيراً لهم وموعظة لهم ولغيرهم.

*الاهتمام والعناية بتربية النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل والتواصي على ذلك ولا سيما في مثل هذه الأوقات التي تنتشر فيها الكوارث والفتن ويكثر فيها المتساقطون فكرياً أو سلوكياً فكان لزاماً على المهتمين بالدعوة وتربية النشء أن يعنوا بأنفسهم وبمن معهم من إخوانهم علماً وعملاً وحالاً وأن يكونوا على حذر ويقظة من أهل الزيغ والتضليل والتلبيس الذين يظهرون عادة زمن الفتن فيقع في حبائلهم ضعيف العلم والتربية فتزل به القدم أو يضل به الفهم وأنبه نفسي وإخواني إلى أعظم سلاح نواجه به الفتن والكوارث والنوازل ألا وهو دعاء الله عز وجل والتضرع بين يديه بصدق وإخلاص وسؤاله الهداية إلى الحق والثبات عليه والله عز وجل لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه بصدق. اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

اللهم اجعل عاقبة مانزل بالكافرين من الكوارث تدميراً لهم، وللمسلمين خيراً ونصراً.

والحمد لله رب العالمين،،،

المصدر

http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11474&Itemid=25

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير