ـ[توبة]ــــــــ[04 - 08 - 07, 02:33 ص]ـ
اعلم أنه لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار، واعلم كذلك أن رسولك الكريم كان يستغفر الله في اليوم مائة مرة، وفي رواية: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"، هذا وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف بنا نحن وكلنا ذنوب وآثام؟!
وباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر العبد أوتخرج الشمس من مغربها.
والتوبة تجب ما قبلها وتمحوه.
والحذر كل الحذر من تأخير التوبة وطول الأمل.
قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة، فإن الموت يأتي بغتة.
وقال آخر: لا تكن ممن يرجو الآخرة من غير عمل، ولا تؤخر التوبة لطول الأمل.
قال أحكم الحاكمين: "وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
إذا كانت التوبة في حق الشباب واجبة، فهي في حق من نزل بهم الشيب أوجب وآكد.
قال ابن رجب الحنبلي: (من نزل به الشيب فهو بمنزلة الحامل التي تمت شهورحملها، فما تنتظر إلا الولادة، كذلك صاحب الشيب لا ينتظر غير الموت، فقبيح به الإصرار على الذنب).
أما بان لك العيب ******* أما أنذرك الشيب
و ما في نصحه ريب ****** و لا سمعك قد صَم
أما نادى بك الموت ****** أما أسمعك الصوت
أما تخشي من الفوت ****** فتحتاط و تهتم
من أحب من السلف أن يستقبل الموت بتوبة نصوح
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه عند موته: "اللهم أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فتركنا، ولا يسعنا إلا عفوك، لا إله إلا الله"، ثم رددها حتى مات.
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عند موته: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: "أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله"، ثم رفع رأسه فأحدَّ النظر، فقالوا له: إنك تنظر نظراً شديداً يا أمير المؤمنين، قال: "إني أرى حضرة ما هم بإنس ولا جن"، ثم قبض.
ولما احتضر عامر بن عبد الله بن الزبير بكى، وقال: "لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، أللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي، وأتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا الله"، ثم لم يزل يرددها حتى مات.
ولما احتضر العلاء بن زياد بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "كنت والله أحب أن أستقبل الموت بتوبة"، قالوا: فافعل رحمك الله؛ فدعا بطهور فتطهر، ثم دعا بثوب له جديد فلبسه، ثم استقبل القبلة، فأومأ برأسه مرتين أونحو ذلك، ثم اضجع ومات
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 08 - 07, 02:54 ص]ـ
التوبة عبادة وقربة قبل أن تكون استعتاباً ورجعة بل هي من أعظم العبادات وأجلها إذ بها تنال محبة الله تعالى، كما قال سبحانه: ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) < البقرة 222>
قال بعض العلماء: " دعوت الله سبحانه وتعالى ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحاً، ثم تعجبت في نفسي وقلت: سبحان الله! حاجة دعوت الله فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن فرأيت فيما يرى النائم قائلاً يقول لي: أتعجب من ذلك؟! أتدري ماذا تسأل الله تعالى؟ إنما تسأله سبحانه أن يحبك، أما سمعت قول الله تعالى: ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) < البقرة 222> [غذاء الألباب للسفاريني 2/ 590].
من آثار التوبة
1 - مغفرة الذنوب: المغفرة تحصل للعبد إذا حقق التوبة كما قال الله تعالى: ((وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)) < طه 82>
2 - أن الفلاح معلق بالتوبة كما في قول الله تعالى: ((فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين)) < القصص 67>
3 - قلب السيئات إلى حسنات: من عظيم أثر التوبة تبديل السيئات إلى حسنات فتنقلب سيئات العاصي بعد التوبة النصوح إلى حسنات، وتبيض صحائفه بعد أن كانت سوداء كما في قول الله تعالى: ((إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورٌ رحيما)) < الفرقان 70>
¥