ـ[توبة]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:13 ص]ـ
كيف نتوب؟!
لا تصح توبة العبد حتى يقلع عن الذنب ويعزم عزماً صادقاً على أنه لا يعود إليه أبداً. أما إن كان يستغفر بلسانه وقلبه يتحرك لفعل المعصية ونفسه تراوده إليها فتلك توبة من فسد قلبه ولا تنفعه توبته بلسانه.
وقال البغوي في تفسيره: قال عمر وأبي ومعاذ رضي الله عنهم: التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب كما لا يعود اللبن إلى الضرع. كذا قال. وفي صحة هذا عنهم نظر. ثم لعل المراد التوبة الكاملة بالنسبة إلى غيرها.
وعلامة العزم على عدم مقارفة الذنوب: الندم على ما سلف منها يبكي على ذنوبه ويندم على ما اقترفت يداه يندم على مسارعته في المعصية وتقصيره في الطاعة. قال عمر بن ذر: " كلُ حزنٍ يبلى إلا حزن التائب على ذنوبه " - نزهة العقلاء /548 - .
وما ذاك إلا لأنه يتخيل قبح ذنوبه ويتأمل عظمة الله تعالى في خلقه؛
فيطير قلبه من هول ذلك ويتساءل: كيف ارتكب القبائح في حق من اتصف بهذه العظمة والجبروت؛ فيقطعه الندم على ما سلف ويقوده ذلك إلى المسارعة في الخيرات واكتساب الحسنات.
وهذا أنس بن النضر رضي الله عنه يفوته القتال في بدر مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج لقتال؛ ولكن القتال حدث بعد ذلك إرادةً من الله تعالى كما قال تعالى: ((ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا)) < الأنفال42>. وبعض الصحابة كانوا في المدينة لا يعلمون أن ثمة قتال ومنهم أنس بن النضر فيظهر عليه التأثر والندم على عدم حضوره بدراً فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله غبت عن أول قتال فيه المشركين والله لئن أشهدني قتالهم ليرين ما أفعل " - رواه البخاري /4048 ومسلم /1903 –
هكذا قال وسجل ندمه على ما فات فكانت نتيجة هذا الندم: عزمٌ على قتال المشركين بشدة، وتأتي أحدٌ فتُصدق ندمه وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، وما عرفته أخته إلا ببنانه؛ وذلك سبب إقدامه وتفانيه في حرب المشركين .. وفيه وفي أمثاله نزل قول الله تعالى: ((من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ً)) – الأحزاب 23 -
قال شقيق البلخي: " علامة التوبة: بكاء على ما سلف والخوف من الوقوع في الذنب وهجران إخوان السوء وملازمة الأخيار " – نزهة الفضلاء /711 -
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:33 ص]ـ
{يآأيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملآئكة غلاظ شداد لايعصون الله مآ أمرهم ويفعلون ما يؤمرون - يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون - يآأيها الذين آمنوا توبوآ إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنآ أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير}