تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما أجل رحمة الله]

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[13 - 11 - 08, 11:31 م]ـ

في احدى أيام الله الخواليا، والقيظ شديد أحسست بضيق ووجم وسط زحام المدينة وصخبها فخرجت أبحث عن فسحة في أطرافها حيث يعم الهدوء والسكينة ولا شيء يعكر صفو هذا الهدوء المفعم بهبات نسائم الرحمة بين حين وحين، وهو سبحانه الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته، كانت الطرقات خالية من المارة الا بعض عابري سبيل ..

أحسست براحة تسري في جسمي فحمدت الله تعالى حمدا كثيرا على هذه النعمة والسكينة التي أودعها في

أوصالي فسرت في مجامع نفسي فسبحان الذي غمرنا بالرحمة رغم قساوة الزمن حيث الحسرة والألم

والقسوة والاستكبار والعيش الضنك والقطيعة بين الأرحام وفقد ميزان العدل وكثرة الظلم بين العباد،

فقلت لنفسي سبحان الله ما أعظم طهارة القلوب في هذا الزمن الحالك،وما أعظم صدق الافتقار الذي

يشعر العبد بالعبودية الحقة فيسعى الى رضا ربه والاعتصام به، والافتقار هو أجل مراتب المحبين

وأصل العبودية، وكم نحن ضعفاء تحت علمه وقدرته ومشيئته ولا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا، ولا موتا

ولا نشورا ..

وبينما أنا في تأملاتي العميقة مع نفسي، اذ بي أبصر بين الأشجار والحشائش هرة مستجمعة قوائمها،

وهي جالسة في وداعة وسكينة نادرين وتتأمل بعمق وسكون مثير ومركز ولا يثيرها أي شيء،و من حولها

صغارها قريبين من أحضانها وفي لحظات فهمت عمق هذا الخطاب،

وانتبهت الى هذه السكينة التي أودعها الخالق في أوصالها برحمته، ورحمته سبحانه تسري في كل أرجاء

وأحشاء الكون وأعماقه ولا تفسر الا بعظات وتفقه القلوب،

حمدت الله تعالى على هذا المشهد العظيم الذي ظفرت به و الذي فيه من الدلالات العميقة والبليغة،

انه حنين عميق لا يوصف، يضطرب منه الوجدان وتختلجه قشعريرة تسري في أوصال الناظرين بحنو

وشفقة ومحبة بما حفظ الله تعالى وتنتابها دمعات الحرقة الغالية،

وما من عمل يا أحباب الله الا وله وزن الا الدمعة وما اغرورقت عين وفاضت الا من خشية الله ومعرفة

صفاته العظمى، يومها لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة.

فسبحان من غمر قلوب عباده الأتقياء بالرحمة والشفقة على خلقه،

وما أعظم رحمته التي وسعت كل شيء، ازداد هذا الشعور لدي وتيقظ هذا الاحساس في نفسي وأنا أتأمل

هذه المعاني الرحبة للرحمة ومالك خزائنها الرحمان الرحيم الذي ينظر الى عباده وخلقه بعين الرحمة

وكيف لا يا أحبابي في الله وهو سبحانه مؤنس القلوب وعلام الغيوب ومنية المشتاقين والذي يتقرب الى

أحبائه وهو لهم خير صاحب وأنيس .. فيا منبع الطهر والقدسية والرحمة والجلال ويا من هو قريب قريب

ما أعظمك وما أطهرك وما أجلك وما أعظم ودك لعبادك وخلقك وأنت تطلع على قلوبهم في كل لحظة

وحين فتزيد لهم لذائذ حبك وحلاوة أنسك وتملأهم نورا منك وتنظر اليهم فتمسح برؤوسهم وتضع يدك

على ألم قلوبهم وتغمرهم برحمتك وسرك.

بينما أنا مستغرق في تأملاتي ولحظات الغروب تملأ الآفاق، غمر هذا السكون صوت المؤذن مهللا

ومكبرا الله أكبر .. الله أكبر

فكبرت وحمدت الله تعالى على نعمة الاسلام وهذه الرحمة العظيمة التي أشرق سريانها ويمتد في العالمين

أو لم يكن حبيب الله صلى الله عليه وسلم خلقه الرحمة ويخفظ جناحه للمؤمنين بحنو ورحمة فما أطهره

وما أجله وما أعظم شفقته.

وفي سكون أخذت وجهتي الى المسجد ملبيا النداء الحق، وأنا مستذكر قول الحق سبحانه:

(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) الآية فاطر 2.

ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[15 - 11 - 08, 03:57 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:54 م]ـ

احسنت اخي

ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[15 - 08 - 09, 11:50 م]ـ

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير