ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[18 - 11 - 08, 02:35 ص]ـ
دارت أحداث هذه القصه في ( .... ) حيث كان هذا الشاب من عائلة غنية جدا
فقرر أن يتزوج ... وطلب من والدته أن تختار له (عروساً مناسبة)
اختارت له والدته عروساً من اسرة ثريه جدا,, لكن والد الشاب كان صالحاً
ورفضها ... لما يعلمه ويسمعه من أخلاق هذه الفتاة
فقرر ان يختار له عروساً طيبة تكون زوجة صالحة
عملاً بالحديث الشريف (فاظفر بذات الدين تربت يداك)
بحث جيدا فوجد فتاة تتمتع باخلاق حميده
ولكنها من أسرة فقيره جداً لاتتناسب مع مستواهم الاجتماعي
وقوبل كلامه بالرفض الشديد من الأم
ولكن الأبّ أصرّ أن يتزوج من هذه الفتاة بالذات لما علمه وسمعه عنها ... وكان الابن مطيعاً
تزوج الشاب من تلك الفتاه ... وتعلق بها بشده وأصبح لا يرفض لها طلباً
كما يقولون ((مثل الخاتم في الاصبع))
وبزواجها من ذلك الشاب الغنيّ: إنتشلت أهلها من حياة الفقر إلي حياة مترفه
تنعم بالخدم والحشم
ومرت الايام وبدأت ملامح الوجه الآخر للفتاه بالظهور
... وفي تلك الفترة ... توفيت والدة الشاب ...
مما زاد للفتاة فرصة السيطرة على كل شيئ في المنزل الذي تسكنه.
لاحظ والد الشاب أنّ زوجة ابنه بدأت تعامله باسلوب قاسي .. وبدأ هذا الاسلوب يزداد
مع مرور الأيام اصبح الوالد عجوزا كبيرا في السن يحتاج لمن يخدمه ويقوم عليه
(وكبر السن له دوره في تغيير سلوك الانسان)
مما جعل الفتاه تعامله بقسوه علنيه جدا وأمام ابنه
وهو ينظر بدون تحريك ساكن .. وقامت بأسلوب شيطاني خبيث تلعب في عقل زوجها ووسوست له أن يذهب للمحكمه ويحجر على والده
وبالفعل قام الابن برفع دعوى في المحكمه يطالب فيها بالحجر على
والده. لكنّ القاضي رفض الدعوى وقال للابن ليس لك أي ّحق في أموال والدك الا بعد وفاته.
... عاد الابن الي زوجته وقص عليها ما حدث وأنّه لايحق له أي شيء إلاّ بعد وفاة والده
عندها قال الزوجه في نفسها إذا ليموت الاب حتى ننعم بكل شيئ
وبدأت تفكر كيف تسوّل لزوجها أن يتخلص من والده ..
.فقامت تسرد له قصصاً خرافيه عن فلان وعلان وكيف انقلبت حياتهم الي نعيم بعد وفاة الوالد
نظر إليها زوجها وقال لها: ماذا تقصدين؟؟ هل تريدين مني أن أقتل والدي؟؟
قالت له: لا معاذ الله لست أنت بل غيرك
عندها صعق الابن من هذا الكلام,, وغضب بشدة
فقامت تهدده بأنّها سوف تترك له البيت وتذهب بعيدا
ً (وكانت متأكده من تعلقه بها بشكل غير طبيعي)
لم تتوقف عن وسوستها له حتى اقنعته بتنفيذ تلك الخطة الشيطانية
فأشارت عليه أن يذهب إلي النّجّار ويطلب منه أن يصنع له تابوتاً
بنفس حجم والده ... ويقومون بوضع الوالد وهو حي داخل التابوت
واقنعت زوجها بانها مجرد دقائق وينتهي الأمر ولن يتعذب في التابوت من الاختناق والدفن.
اصطحب الرجل معه (ابنه الوحيد) الذي رزقه الله به وذهبا إلي النجار
وكان ابنه يعاني مشاكل في النطق (يتهته في الكلام)
وعندما وصلا إلي النجار طلب منه أن يصنع (دولابا) ً بمواصفات ومقاسات معينة
لم يقتنع النجار بهذا الدولاب وهذه المقاسات,, فقال للرجل
إنّ هذه المواصفات والمقاييس ليست لدولاب بل لتابوت وطلب أن يعرف الحكاية
(وكانت هناك صداقه بسيطة بينهما)
فقال للنجار كل شيئ ... فجن جنون النجار وقام يسبّه ويصرخ في وجهه معترضاً
ورفض أن يصنعه له ...
فقام الرجل بالتجول في السوق يبحث عن نجار آخر (قليل الذمة)
ليصنع له التابوت ولكن الرفض كان حليفه دائماً
عندها شعر الرجل بمن يهز يده فوجد ابنه يشير إلى محل حداد
نظر الرجل الي ابنه بكل إعجاب وقبّله وقال له أحسنت ياولدي
حتى إن الحديد أقوى من الخشب ويستر الصوت ويخبئ الرائحه بعد الموت
وكان الحداد مادياً جدا ولم يهتم بما سوف يفعله الرجل بذلك التابوت.
قام بالرجل باعطاء المقاسات التي يريده للحداد ...
وبينما هما يتحدثان عن المقاسات ... نطق الطفل الصغير الذي كان يعاني مشاكل في النطق
وقال: ((بابا خلي عمو يسوي الدولاب مقاس كبير علشان انت كبير,, وانا لمن أصير كبير احطك
داخل الدولاب مثل ما انت بتحط ابوك)).
بعد هذه الكلمات صعق الرجل من هذا الكلام وبدأ جسده يرتعش ثم اغمي عليه
ولم يفق إلاّ في المستشفى وظلّ يبكي بحرقه لما كان سوف يفعله مع والده
وكلام ابنه وأيقن أنّ الله هو الذي أنطق ذلك الطفل ليقول تلك الكلمات
وعندما خرج من المستشفى وذهب الي بيته وجد أناساً كثيرين في المنزل وصوت بكاء
فقال لهم مالذي حدث؟؟؟
فأخذه والده إلي غرفة أخرى وقال له:عندما ذهبت أنت وابنك إلي السوق
ولاادري مالذي حصل لك فجأة اغميَ عليك ومع الفوضى التي حصلت
من تدافع الناس لإنقاذك وأنت داخل محل الحديد
سقط لوح من الحديد فوق ابنك فمات فوراً ... وظلّ يصبّره: هذه مشيئة الله يابني
وقام يهدئ من روع ابنه الذي كان يبكي بكاءً مريراً حارقاً جدا
والناس يقولون له انها مشيئة الله ويجب أن يكون قلبك قوي ... واصبر واحتسب
ولكنهم لم يكونوا يعلمون سبب بكائه انه.
وطلق الرجل زوجته وسحب منها كل شيئ أعطاها إيّاه وعادت لأهلها لا تملك شيئاً
كما كانت بل وأذلّ وأخبره بأنّه ما طلّقها إلاّ لمعاملتها له بسوء ... ولم يخبره بتدبيرهما لقتله
وظل بارّاً به إلى أن مات.
الدرس المستفاد:
(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)
فالرجل أحسن إليهما ... وأرادا أن يتخلّصا منه
ولكن يأبى الله إلاّ أن يسعد الرجل ببر ابنه ... جزاءً لصلاحه
(ولا يظلم ربّك أحداً)
... منقول للفائدة
¥