أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك يسوف يهتم بمحتوى الحقيبة أصلا، فملأها بأي شيء، ومن كل ما يقابله من ما هو نافع وما هو ضار وفاسد من ثمار وحشائش وأعشاب وأوراق الأشجار وحجارة وغيرها.< o:p>
أما الوزير الرابع فلم يتهم أساساً بما طلبه الملك بل حالما خرج من عنده ذهب إلى داره وجلس مع أهله وأولاده وانشغل بأعماله ومشاريعه وكأن شيئاً لم يكن قائلاً في نفسه: "من الذي يهتم بمثل هذه الأوامر؟ وما الفائدة من إرهاق أنفسنا في مثل هذا الهراء؟ أليس في الدنيا أشياء أهم من مثل هذه الأوامر التي تعقد حياة الناس وترهقهم في ما لا طائل منه"؟ < o:p>
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يُؤتَى بالوزراء الأربعة مع حقائبهم التي جمعوها.
فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الأربعة ويسجنوهم في سجن بعيد كل منهم في مكان مختلف لا يصل إليهم فيه أحد، كما أمر أن يُمنَع عنهم الأكل والشراب، ويوضع مع كل منهم فقط حقيبته التي جمعها، وذلك لمدة شهر واحد.
وتم تنفيذ ما طلبه الملك ووضع كل في سجن منفرد هو وحقيبته فقط.< o:p>
فأما الوزير الأول فظل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها ويشرب من عصائرها حتى انقضى الشهر ومازال عنده بعض الثمار، ومع ذلك تمنى لو كان قد جمع ثماراً أفضل وأجود من هذه ليكون أسعد حالاً.< o:p>
وأما الوزير الثاني فقد عاش هذا الشهر في ضيق وجوع شديد فقد كان ما يصلح من الثمار التي جمعها قليل كما أن الفاسد من تلك الثمار كان يؤذيه برائحته العفنة وشكله القبيح، وتمنى كثيراً لو أنه اهتم بجمع الجيد من الثمار الذي كان ينفعه في مثل هذا الموقف.< o:p>
أما الوزير الثالث فقد كان خلال الشهر يأكل من ما جمعه من ثمار وحشائش وأوراق وعاش أيامه في جفاف وقحط شديد وأصبح من يراه كأنه يره هيكلاً من العظام لا لحم فيه، كما أصبح لا يقوى على القيام بل يحبو كما الأطفال، وهو يعض أصابع الندم عن إهماله لطاعة ملكه وقت أن كان قادراً، ويقول في نفسه لو يعود بي الزمان لكنت قضيت عمري كله في جمع أطايب الثمار.< o:p>
وأما الوزير الرابع فلا عجب أنه لم يكمل أياماً قليلة حتى مات جوعاً وعطشاً وندماً على عدم الاهتمام بما قاله الملك وعدم العمل به، ولسان حاله في أوقات احتضاره يقول: "أعلم الآن أن ما كان يأمرني به الملك فيه منفعتي ونجاتي .. ولو أرجع مرة أخرى فسأعمل بكل ما يقوله له ملكي حرفاً بحرف .. ولكن لا ينفع الآن الندم".
انتهت القصة ولم تنتهي العبرة< o:p>
فلعل هؤلاء الوزراء يمثلون أنواع الناس في الدنيا
فمن أي نوع نحن؟
أو بالأحرى .. من أي نوع نريد أن نكون؟
نحن الآن في بستان الدنيا.
فهل نريد أن نجمع من أطايب الثمار ونزيدها قدر المستطاع؟
أم .. أم .. أم؟؟؟
فنحن إن آجلا أو عاجلا سيؤمر أن نسجن في ذلك السجن الضيق المظلم كل بمفرده ليس معنا سوى ما نجمعه هنا في هذه الدنيا.
فإن كان طيباً فهنيئاً لنا.
وإن كان مخلط فالله نسأل أن يرحمنا ويغفر لنا.
ونعوذ بالله أن يكون غير ذلك.
لنقف الآن مع أنفسنا ونقرر هل سنجتهد في أن نجمع من الثمار طيبها؟
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[27 - 11 - 08, 12:11 م]ـ
ولا يظلم ربّك أحداً
قصّة ... لا أدري أحقيقيّةٌ أم لا؟
ولكنّها ملموسةٌ في واقعنا , لا شكّ
وقد سمعتها عدّة مرات ... وقرأتُها أيضاً
كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس.
وفي يوم زفافه حدث الآتي:
دخل العروسان إلى منزلهما , وقدمت الزوجة العشاء لزوجها واجتمعا على المائدة.
وفجأة سمع الاثنان صوت دق الباب , فانزعج الزوج وقال غاضباً: من هذا الذي يأتي في هذه الساعة؟.
فقام الرجل ووقف خلف الباب وسأل: من بالباب؟.
فأجابه الصوت من خلف الباب: سائل يريد بعض الطعام ..
فغضب الزوج وقال: أجئت تزعج راحتنا ونحن في ليلة الزفاف؟!!! ..
ففتح الباب و خرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً , ثم طرده شر طردة ..
فمشى الرجل وهو ما يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده و كرامته ..
و لم يزد على أن قال (حسبيَ الله ونعم الوكيل)
ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته ..
وفجأة أصابه شيء يشبه المس وضاقت عليه الدنيا بما رحبت , فخرج من منزله وهو يصرخ ,
وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ولكنها مشيئة الله ..
صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى , وبقيت على حالها لمدة خمسة عشر سنة.
.
وبعد خمسة أعوام من تلك الحادثة تقدم شخص لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه وتم الزواج
..
وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء ..
وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع , فقال الزوج لزوجته: اذهبي فانظري من (العين السحرية)
فقامت الزوجة ونظرت من العين السحرية فوجدت رجلاً مسكيناً
فرجعت إلى زوجها وقالت له: مسكين يطلب المساعدة
فقام الزوج وفتح الباب فقال السائل: أريد بعض الطعام
فرجع الزوج إلى زوجته حيث تجلس على المائدة
ورفع المائدة بيديه وقال: سنعطيه من كل الأصناف التي نأكل منها
فذهب الزوج وأعطاه الطعام وأغلق الباب
ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً فسألها عن سبب بكائها
فقالت: هذا الرجل الذي أعطيته الطعام كان زوجاً لي من قبل خمسة أعوام
وفي ليلة زفافي منه , طرق سائل بابنا فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده
ثم عاد إليَّ متجهماً ضائق الصدر , ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين
فخرج هائماً لا يدري أين يذهب , ولم أره بعدها إلا اليوم
فانفجر زوجها باكياً ..
فقالت له: ما يبكيك؟
.
فقال لها: أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت: من؟!.
فقال لها: إنه أنا ذلك الرجل
أغناني الله من فضله
.
¥