ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 12 - 08, 10:33 م]ـ
قصة الخياط
يحكي ابن كثير في ترجمة المعتضد الخليفة العباسي ت289هـ (التاريخ م7/ج11/ص89):< o:p>
أن رجلا خياطا كان إماما لمسجد في بغداد، رأى رجلا تعلق بامرأة وهو سكران يريدها على نفسها ليدخلها منزله، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها مستغيثة.< o:p>
قال الخياط: فقمت إليه فأنكرت عليه، وأردت خلاص المرأة من يديه، فضربني فشج رأسي وغلب المرأة على نفسها وأدخلها منزله قهرا، فرجعت فغسلت الدم عني وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء.< o:p>
ثم قلت للجماعة: قوموا لننكر على هذا، ونخلص المرأة منه.< o:p>
فقام الناس معي فهجمنا عليه داره، فثار غلمانه بأيديهم العصي يضربون الناس، وقصدوني بالضرب حتى أدموني، فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء.< o:p>
فنمت على فراشي ولم يأخذني نوم، وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده، فألهمت أن أؤذن الصبح في أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها.< o:p>
فصعدت المنارة فأذنت، وعزمت على إقامة الصلاة، فبينما أنا كذلك إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالة، فقالوا: أجب أمير المؤمنين.< o:p>
فأخذوني وأدخلوني عليه، فارتعدت من الخوف وفزعت فزعا شديدا، فما زال يلاطفني حتى سكن روعي، ثم سألني عن سبب أذاني في هذا الوقت، فحكيت له القصة.< o:p>
فغضب غضبا شديدا، وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة من ساعته، فأحضرا سريعا، فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة وأمر زوجها بالإحسان إليها، ثم أقبل على ذلك الرجل وقال له:< o:p>
كم لك من الرزق؟، وكم من عندك من المال؟، وكم عندك من الجوار والزوجات؟ .. < o:p>
فذكر له شيئا كثيرا من ذلك .. < o:p>
فقال له: ويحك أما كفاك الله ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله وتعديت حدوده وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضا حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فضربته وأهنته وأدميته؟.< o:p>
فلم يكن له جواب، فأمر به فجعل في رجله قيدا وفي عنقه غلا، ثم أمر به فضرب ضربا شديدا حتى كان آخر العهد به.< o:p>
ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط: كلما رأيت منكرا صغيرا أو كبيرا ولو على هذا ـ وأشار إلى صاحب الشرطة ـ فأعلمني، فإن اتفق اجتماعك بي، وإلا فبيني وبينك الأذان .. < o:p>
فصار ذلك الخياط بعد ذلك مهابا من الصغير والكبير، عظيم القدر ومن دونه، لا يقدر أحد أن يتعدى حدود الله وهو شاهد أو هو يسمع.< o:p>
فقد نصره الله تعالى وأعلى به الدين حين نصر دينه وتحمل لأجل ذلك أذى نفسه.
< o:p>
وهذه بشرى الناهي عن المنكر في الدنيا بعلو الله درجته< o:p>
أما في الآخرة فله من الدرجات ما لا يعلمها الا الله.< o:p>
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[03 - 12 - 08, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جهاد حِلِّسْ / جزاك الله خيراَ ونفع بك (زِدنا).
الأخت أم الإمام / جزاكم الله خيراً.
القناعة
في حُجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير صاحب السبع سنوات حياة متواضعة.
يأكلان الخبز الجاف، يلبسان فقط مايستر جسديهما الضعيفين، يفترشان بعض الخرق القديمة.
ومع أن ظروف الحياة كانت صعبة إلاَّ أنّ هذه الأسرة الصغيرة كانت تتمتع بنعمة الرضا والقناعة.
ولكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط المطر في فصل الشتاء، فالغرفة تتكون من جدران أربعة وباب خشبي فقط، لكنّها ليست مسقوفة بغطاء يحمي من المطر.
وكان قد مرَّ على سكنهم هذه الغرفة ما يقرب من سبع شهور بعد وفاة الزوج ولم تتعرّض هذه المدينة إلاَّ لزخَّات مطر قليلة وضعيفة، أمّا هذه المرة فكانت تُنْبِئ بمطر غزير.
وحين تجمعت الغيوم في الصباح، أدركت الأم أنها ستواجه مع صغيرها ليلة لم يشهدها من قبل.
ومع ساعات الليل الأولى ونزول المطر الشديد نظر الولد إلى أمّه نظرة حائرة واندسّ في حضنها، لكن جسم الأم كان مُبتلاً أيضاً.
فلم تجد الأم ما تفعله سوى أنها أسرعت إلى باب الغرفة المتهالك فخلعته ووضعته مائلا على أحد الجدران واختبأت وطفلها أسفل هذا الباب اتقاءاً للمطر الشديد.
ونظرت إلى صغيرها في أسى لتفاجئها ابتسامته ..
¥