تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[18 - 12 - 08, 02:37 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المنزل الأخير

يُحكى أنه كان هناك مهندساً بارعاً تقدم به العمر وطلب من رئيسه في العمل وصاحب المؤسسة أن يُحيله على التقاعد ليعيش باقي عمره مع زوجته وأولاده.

فرفض صاحب العمل طلب المهندس ووعده بزيادة راتبه إلا أن المهندس أصر على طلبه فقال له صاحب العمل: "إن لي عندك رجاء وهو أن تبني منزلاً أخيراً".

وأخبره أنه لن يكلفه بعمل آخر بعده ثم يحال للتقاعد إذا شاء.

فوافق المهندس على مضض وبدأ عمله، ولأن هذا البيت هو الأخير له فلم يهتم بإحسان الصنعة فاستخدم في عمله مواد رديئة الصنع وأسرع في إنجازه

دون الاهتمام بالجودة أو الشكل الجمالي وكانت الطريقة التي أدى بها العمل نهاية سيئة لعمر طويل من الإنجاز والتميز والإبداع.

وعندما انتهى ذلك المهندس من البناء سلَّم صاحب العمل مفاتيح المنزل الجديد وطلب السماح له بالرحيل، إلا أن صاحب العمل استوقفه وقال له:

"انتظر .. إن هذا المنزل هو هديتي لك نظير سنين عملك في المؤسسة فآمل أن تقبله مني".

فصَعِق المهندس من المفآجأه

فلو كان يعلم أنه يبني منزل العمر لما توانى عن الإخلاص في الآداء والإتقان في العمل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي ِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ،فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها"

رواه أحمد وصححه الألباني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير