تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد روى الإمام الشوكاني في كتابه الرائع «البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع» في المجلد رقم (1) ص493،

في ترجمة علي بن محمد بن أحمد البكري من علماء اليمن في القرن التاسع الهجري،

روى هذه القصة العجيبة في فضل الصدقة، وقد نص على تواترها وانتشارها بين أرجاء القطر اليماني على اتساعه وضعف الاتصالات بين أهله لوعورة طرقه وسبله

وذلك حتى لا يبقى لطاعن ولا متهكم على أمثال هذه القصص سبيل، وحتى لا نتهم بتغييب العقول أو تكريس الخرافات كما سبق وفعل ذلك بعض دعاة الزمان، والله عز وجل وكيلنا وحسيبنا.

ومفاد هذه القصة أن رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمى الحمرة، وتقع في غرب اليمن قريبًا من ساحل البحر الأحمر، كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصلاح والتقوى وكثرة الإنفاق على الفقراء وخاصة عابري السبيل، وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كل ليلة سراجًا يوقد لهداية المارة وطعام عشاء للمحتاجين، فإن وجد من يتصدق عليه أعطاه الطعام وإلا أكله هو وقام يصلي لله عز وجل تنفلاً وتطوعًا، وهكذا دأبه وحاله.

وبعد فترة من الزمن وقع القحط والجفاف بأرض اليمن، وجفت مياه الأنهار وحتى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل في الزراعة، ولا يستغني عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غار ماؤها، فأخذ يحتفرها هو وأولاده، وأثناء الحفر وكان الرجل في قعر البئر انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وانردم البئر كله على الرجل، فأيس منه أولاده، ولم يحاولوا استخراجه من البئر وقالوا قد صار هذا قبره وبكوا عليه وصلوا واقتسموا ماله ظنًا منهم وفاته.

لم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم في قاع البئر المنهار، ذلك أن الرجل الصالح عندما انهدم البئر كان قد وصل إلى كهف في قاع البئر، فلما انهارت جدران البئر سقطت منه خشبة كبيرة منعت باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل، وبقي الرجل في ظلمة الكهف ووحشته لا يرى أصابعه من شدة الظلمة، وهنا وقعت الكرامة وجاء الفرج بعد الشدة، وظهر دور الصدقة في أحلك الظروف، إذ فوجئ الرجل الصالح بسراج يزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف أضاء له ظلمات قبره الافتراضي، ثم وجد طعامًا هو بعينه الذي كان يحمله للفقراء في كل ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كل ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار، ويقض وقته في الذكر والدعاء والمناجاة والصلاة.

ظل العبد الصالح حبيس قبره ورهين بئره ست سنوات، وهو على حاله التي ذكرناها، ثم بدا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد، فحفروها حتى وصلوا إلى قعرها حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة مروعة والدهشة هائلة عندما وجدوا أباهم حيًا في عافية وسلامة، فسألوه عن الخبر فأخبرهم وعرفهم أن الصدقة التي كان يحملها كل ليلة بقيت تحمل له في كربته وقبره كل ليلة حتى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة.

المصدر:

http://www.islammemo.cc/zakera/mwakef/2009/04/19/80818.html

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[22 - 04 - 09, 12:22 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخي / محمد الجبالي على المشاركة الطيبة

الفراشة والشرنقة

يُحكى أن طفل وقف يراقب فراشة صغيرة داخل شرنقتها التي بدأت بالإنفراج رويداً رويداً وكانت تحاول جاهدةً الخروج من ذلك الثقب الصغير الموجود في شرنقتها

وفجأة هدأت حركتها ..

وبدت وكأنها غير قادرة على الاستمرار، فظن الصغير بأن قواها قد استنفذت ولن تستطيع الخروج من ذلك الثقب الصغير

ثم سكنت وتوقفت تماماً ..

عندها شعر الطفل بالعطف الشديد عليها وقرر مساعدتها فأسرع وأتى بمقص صغير وقصَّ بقية الشرنقة .. فَهَوَت الفراشة بسرعة من شرنقتها

ولكن ..

بجسم نحيل وأجنحة ذابلة ضعيفة، فظل الصغير يراقبها معتقداً بأن أجنحتها لن تلبث أن تقوى وتكبر وتصبح قادرة على الطيران

ولكن لم يحدث شيئاً من هذا وقضت الفراشه بقية حياتها بجسم ضعيف وأجنحة ذابلة

ولم تستطع الطيران أبداً

فلم يكن يعلم هذا الطفل أن من رحمة الله عز وجل بالفراشة أن جعلها تمكث وقتاً في شرنقتها لحين خروج سوائل مغذية من جسمها إلى أجنحتها حتى تتقوى بها وتستطيع الطيران

أحياناً يقوم بعضنا بالتدخل في أمورِ الآخرين وكثيراً ما يكون من دون طلبهم

ظناً منَّا بأننا نقدم خدمة جليلة لهم، ولكننا كثيراً لا نقدِّر الأمور حق قدرها فنفسد أكثر مما نصلح.

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[23 - 04 - 09, 11:39 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العصفور والطين

يُحكى أنه في أحد الأيام الباردة وتحت زخات المطر وفي المزرعة الشاسعة لم يجد العصفور الصغير مأوى يأوي إليه ولا ظل يحتمي به من الأمطار

إلا متراً من الأرض أسفل جسم بقرة سمينة كفاه كبر حجمها زخات المطر القوية

ولكنه مازال ينتفض ويرتجف من برودة الجو الشديدة، فلما رأته البقرة رقت لحاله وفكرت كثيراً كيف تدفئه؟!!

حتى اهتدت أخيراً إلى أن تُحيل عليه من طين الأرض ليقيه من زمهرير الهواء البارد وسريعاً ما نفذت البقرة ما جال بخلدها

وبعد أن كان العصفور قد بدأ يتذمر من انهيال الطين عليه وظن بالبقرة سوءاً وهم أن ينفض الطين عنه لاحظ أن هذا الطين قد منع الهواء عن الأجزاء التي التصق بها فهدأ

وبعد أن كُسِيَ تماماً بالطين بدأ شيئاً فشيئاً يشعر بالدفء وامتن كثيراً لهذه البقرة الحنونة

وبعد أكثر من ساعة هدأت الأمطار وأشرقت الشمس وبدأ العصفور الصغير يشعر بحرارتها وأخذ يفكر في نفض هذا الطين عنه

في نفس الوقت ونفس المكان كان هناك ثعلب جائع يتشمم الأرض بحثاً عن أي غذاء فاقترب من الطين الذي يكسو العصفور وقد اشتمه فسال لعابه وشرع يزيل الطين عن العصفور الذي سُرَّ لهذا العون الذي جاء في وقته ولكن سعادته لم تكتمل فحالما انتهى الثعلب من رفع الطين عنه افترسه بلا رحمة.

ليس كل من يلقي الطين عليك يكرهك

وليس كل من ينفض الطين عنك يحبك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير