تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلما أتمَّ المعلم قراءة هذه القصيدة ما كان منه إلا أنه منح صاحبها درجة عالية تفوق درجة النجاح في مادة البلاغة لأنه رأى أن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لهذه المادة قد تحقق في هذا الطالب لذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة في ورقة الإجابة.

إذا كان الهدف واضحاً أمام كل من المُعلِّم والمتعلم تصبح الأمور أكثر سهولة وأكبر فائدة

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[18 - 06 - 09, 04:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحكم الغيبي

يحكي أحدهم فيقول: "كنت في صباح يوم أحد الايام في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك

وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق بالتفكير وآخرون في حالة استرخاء.

كان الجو ساكناً مكسواً بالهدوء وفجأة ...

صعد رجل بصحبة أطفاله الثلاثة أعمارهم تتراوح بين الثلاث والعشر سنوات ومنذ لحظة دخولهم العربة سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم المكان

في حين جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه في هدوء متغافلاً عن الموقف كله

وكان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون الأشياء .. بل وأحياناً يجذبون الصحف والحقائب من الركاب فكان الأمر مستفزاً ومثيراًً للإزعاج

إلى أقصى الحدود ورغم ذلك لم يحرك الرجل ساكناً وظل على جلسته من دون أدنى إحساس بما يحدث.

لم أصدق أن يكون هناك هذا القدر من التبلد في العالم

كيف يترك أبنائه يعيثون في العربة هكذا دون أن يفعل شيئاً؟!!

وبعد أن نفد صبري إلتفتُّ إلى الرجل قائلاً: "إن أطفالك ياسيدي يسببون إزعاجاً شديداً لنا وإني لأعجب من تركك لهم وعدم كبح جماحهم بالرغم من كل ما يفعلون .. اعذرني يا سيدي ولكني يجب علي أن أقون أني أراك عديم الإحساس".

ففتح الرجل عينيه بهدوء ثم عقد حاجبيه كما لو كان يعي الموقف للوهلة الأولى ثم قال بلطف لا يخلو من الحرج: "نعم سيدي إنك على حق .. يبدو أنه يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر .. ولكن اعذرني فلقد قدمنا لتونا من المستشفى حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة فقط .. فأصبحت عاجزاً عن التفكير بصورة جيدة .. وأظن أن الأطفال يتصرفون هكذا لا شعورياً هروباً من واقعهم الأليم فهم لايعرفون كيف يواجهون مثل هذا الموقف".

ويكمل الراوي: "تخيلوا شعوري وقتها .. امتلأ قلبي بالألم لحال الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم عليه وعلى أطفاله الذين كنت من أقل من دقيقة أود أن أوسعهم ضرباً"

فقلت له في ذهول: "هل ماتت زوجتك للتو؟ .. إنني في غاية الأسف .. كيف يمكنني المساعدة

انتهت القصة .. ولكن

أرءيتم كيف تغير كل شيء في لحظة

كم ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا في الحكم السريع المبني على الظواهر وسوء الفهم وبدون حتى أن نكلف أنفسنا أن نبحث عن الأسباب

ويوم تنكشف الأسباب وتتضح الرؤية نعرف أن:

الحكم الغيبي الذي نصدره من دون أن نتحسس الأسباب هو حكم قاسي وظالم إلى أبعد الحدود

ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[18 - 06 - 09, 10:12 م]ـ

جزاك الله خيرا

لقد أجدت وأفدت

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:41 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك ربي أخي الكريم د. حامد الصالح وأكرمك وأثابك

من فمِ إلى فمِ

يُروي عن أحد الشباب أنه قال: "كنَّا جالسين في البَّر في إحدى رحلاتنا فإذا بنا نسمع صوت عصفور وكأنه يستغيث فأسرعنا إلى محل الصوت

فوجدنا ثعباناً أوشك أن يبتلع عصفوراً صغيراً، وفوراًً قمنا بقتل الثعبان واستخرجنا العصفور فإذا هو على قيد الحياة ولكنه مازال مذعوراً

فنظفناه وأطعمناه وبعد قليل استعاد العصفور عافيته فساعدناه على الطيران ففعل وطار بفضل الله

(لم تنته القصة بعد)

فبعدما حلَّق فوقنا ونحن ننظر إليه بفرح شديد أن جعلنا الله سبباً في نجاته إذا بصقر كبير يشق الهواء باتجاهه ويلتقطه في الحال.

فذهلنا لبعض ثوان ثم ما كان منا إلا أن قلنا (سبحان مقسم الأرزاق .. العصفور كان مكتوب عند الله أنه طعام الصقر وهو داخل فم الثعبان) ".

قال تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ( http://**********:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=51&nAya=22'))* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) سورة الذاريات

ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:50 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التاج الخفيّ

يُحكى أن رجل أراد أن يبيع منزله الكبير لينتقل إلي منزل أفضل

فذهب إلي أحد أصدقائه الذي كان يعمل بالتسويق وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع المنزل

وكان صديقه يعرف تفاصيل البيت جيداً بحكم صداقته فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة

والتصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة الغنَّاء وحمام السباحة الفسيح .. إلخ.

وقرأ الإعلان على صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام ولما انتهى عقد حاجبيه وكأنه يقلب الأمور في رأسه ثم قال لصاحبه: "من فضلك أعد عليَّ قراءته"

وحين أعاد رجل التسويق قراءته قال الرجل بعد أن مطَّ شفتيه بتعجب: "يا له من منزل رائع، لقد ظللت طوال عمري أحلم باقتناء مثل هذا المنزل ..

فكيف لمَّا حظيتُ به زهدتُ فيه وفكرتُ في التخلص منه"؟!!

ثم إبتسم قائلاً لصديقه: "لا تنشر الإعلان فالمنزل لم يعد معروضاً للبيع".

كأن النعمة تاج على الرأس .. لا يراه من كان حامله

يروح وياتي في هم وفي يأس .. يشكو لهذا وهذا من مثاقله

حتى إذا ألقاه كالدنس .. رآه وقد كثرت مسائله

أهذا الذي قد كان بالأمس .. يزين رأسي ونفسي تقلله

العين عميت فكيف باللمس .. تعامت عن حسٍ أنامله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير