ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[29 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثواب وعقاب
يُحكى أن رجلاً دخل الخليفة العباسي واستأذنه أن يعرض عليه مهارة قال أنه أمضى وقتاً كبيراً في اكتسابها، فأذن له الخليفة
فانتشى الرجل وأخرج صُرَّة مليئة بما يشبه الإبر ولكنها أكبر بعض الشيء ثم أخذ إبرة منها ورماها عن بعد فغرسها في الجدار
ثم أخذ أخرى ورماها حتى علقت في ثقب الأولى، ثم أخذ ثالثة ورماها في ثقب الثانية وهكذا حتى فرغ مما معه من الإبر
ثم إلتفت مزهواً للخليفة يترقب كلمة إعجاب أو جائزة تقدير
ابتسم الخليفة .. ثم تجهّم
ثم أمر للرجل بخمسين ديناراً .. وخمسين سوطاً
ذُهل الرجل وحار بين تناقض القرارين
فقال الخليفة: "نعم كافأناك على حذقك ومهارتك، وجلدناك إذ أضعتها فيما لا نفع فيه" ثم أردف: "هب أن الأمة أحسنت ما تحسن .. ماذا يفيدها ذلك"؟!!
نتسائل كيف لو كان سوط الخليفة لا يزال مرفوعاً هل سينجو منه هواة جمع الطوابع والعملات الدولية والمهرّجون؟
ليس المهم أن تحسن شيئاً .. المهم أن تحسن استغلاله
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[03 - 08 - 09, 04:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللبن والماء
يُحكى أنه حدثت مجاعة بقرية ما، فأمر الوالي أهل القرية أن يضع كل منهم قِدْرًا من لبن في قُلَّة كبيرة وضعها في وسط القرية لتكون عوناً لأهل القرية حينما تشتد وطأة المجاعة
وأمرهم أن يضع كل منهم قدر اللبن في خفاء عن الأعين حتى لا يتحرج من كان لا يملك إلا القليل
فلبى أهل القرية طلب الوالي وخرجوا كل على حده يضع في القلة قدراً
وفي الصباح وعندما فتح الوالي القلة لم يجد اللبن
وإنما وجد القُلَّة وقد امتلأت بماء يحمل قليل من لون اللبن الأبيض!!
وتساءل أين ذهب اللبن؟!!
ثم نظر إلى أهل القرية المتجمعين حوله وهو يقول في غضب هادر: "لا وجود هنا للبن إلا أثراً ..
هذا لا يعني إلا أن كل منكم فكر في نفسه فقط .. في منتهى الأنانية والذاتية ..
ولعل كل منكم قال في نفسه إن وضعي لقدر من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها غيري من أهل القرية ..
فوضع جُلّكم الماء .. وظن كل منكم أنه الوحيد الذي سكب الماء بدلاً من اللبن"
ثم أكمل الوالي في أسى:
"ونتيجة فرديتكم وطمعكم أنكم أضعتم فرصة وجود احتياطي تنتفعوا به عندما ينفذ ما لديكم ..
كما أضعتم ما وضعه أصحاب الضمائر من لبن هباءاً .. فانتظروا إذن القحط والجوع".
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوائج الدنيا
يُحكى أن هشام بن عبد الملك حجَّ أيام خلافته فدخل الكعبة فوجد فيها سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فأراد أن يكرمه فقال: "يا سالم سلني حاجة"
فقال سالم: "إني أستحي من الله عز وجل أن أسأل غيره في بيته"
فلما خرج سالم من الكعبة خرج الخليفة في أثره وقال له: "الآن خرجت من بيت الله فسلني حاجة"
فقال سالم: "من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة"؟
قال الخليفة: "من حوائج الدنيا"
فقال سالم: "إني ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها"؟
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[08 - 08 - 09, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فردة الحذاء
يُحكى أن أحد الحكماء كان يجري بسرعة للحاق بقطار بعد أن بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه
فما كان منه إلا أن خلع الأخرى وألقاها بقرب الأولى
فتعجب الذين رأوه في القطار وتطوع أحدهم سائلاً إياه: "يا هذا .. ما حملك على إلقاء الأخرى"؟
فقال الحكيم: "لو احتفظت بها لن أنتفع بها .. ولن ينتفع من وجد الأخرى بها أيضاً .. أما الآن فأحدنا على الأقل سوف ينتفع بهذا الحذاء"
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"َمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وهو يؤمنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ" رواه مسلم
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملح وكوب الماء
يحكى أنه كان لأحد الحكماء الهنود غلام يساعده في حوائجه وكان هذا الغلام دائم التأفف والتذمر والشكوى من الحياة ومن الناس
وفي أحد الأيام قال الحكيم لغلامه: "اذهب وآتني بحفنة ملح"
ذهب الغلام وفعل ذلك فقال له الحكيم: "ضع الحفنة هذه في كوب ماء" فوضعها الغلام فعاد وقال الحكيم: "الآن .. اشرب هذا الماء"!!
فتعجب الغلام وتوقف لثوان قبل أن يحسم أمره ويرفع الكوب لشربه فقد اعتاد أن يطيع الحكيم في كل ما يأمره به
وبعد أن انتهى من شرب الكوب في جرعة واحد سريعة مالبث أن تَفَلَ ما علق بلسانه من الملح وقال لمعلمه وهو يسعل: "إنه شديد الملوحة"
ابتسم الحكيم وقال له: "إذن اذهب واحضر حفنة أخرى من الملح أكبر من سابقتها"
فمطَّ الغلام شفتيه في أسى وهو يظن أن الحكيم سيجعله يتجرع الماء المالح مرة أخرى
ولكن لما أحضر الحفنة قال له الحكيم: "ضع هذه الحفنة في تلك البئر ثم اشرب منها" وأشار إلى بئر قريبة .. ففعل الغلام وشرب حتى ارتوى ليمحو آثار الماء المالح من فمه
فسأله الحكيم وهو يبتسم: "الآن ما رأيك بطعم هذا الماء"؟
فقال الغلام في راحة: "عذب فرات طيب"
عندها قال الحكيم للغلام: "كلاهما تلقى حفنة ملح أليس كذلك"؟
أماء الغلام برأسه موافقاً
فأكمل الحكيم متصنعاً الحيرة: "فَلِمَ إذن الكوب أصبح مالحاً في حين أن البئر ظلت على عذوبتها"؟؟
أجاب الغلام بسرعة: "لأن البئر كبيرة .. واسعة .. كثيرة الماء فلم تؤثر فيها حفنة الملح"
ابتسم الحكيم وهو يقول في هدوء: "هكذا فليكن قلبك يابني .. كبيراً .. واسعاً .. رحباً مثل البئر
حينها ستجد أن كل المحن والمصاعب تبددت أو تبدلت داخل قلبك الكبير".
¥